وأظلم ما بيني وبينها فما هي ألا عشية أو ضحاها حتى انحل ذلك الوثاق، وختمت سورة الفراق، بآية الطلاق.
الموقف الرابع: حضرت مجتمعا يضم بين حاشيتيه جماعة من الفضوليين, الذين تضيق بهم مذاهب القول فيلجئون إلى الحديث عن الناس والمفاضلة بينهم, ويحاولون أن ينبشوا دفائن صدورهم ويتغلغلوا بين أطواء[1] سرائرهم ويغالون في ذلك مغالاة الكيمائي في تحليله وتركيبه, فرأيتهم يتناولون بألسنتهم رجلا عظيما من أصحاب الأراء السياسية لا أعتقد أن بين السالكين مسلكه والآخذين إخذه من أخلص لأمته إخلاصه, أو وقف في المواقف المشهودة موقفه, أو لاقى في ذلك السبيل من صدمات الدهر وضربات الأيام ما لاقاه، سمعتهم يسمونه خائنا فوالله لأن تقع السماء على الأرض أحب إلي من أن يتهم البريء أو يجازي المحسن سوءا على إحسانه، سمعت ما لم أملك نفسي معه فقلت: يا قوم أتطالعون من كتاب الحرية مائة صفحة ونيفا[2] ثم لا تزالون عبيد الأوهام, أسرى الخيالات سراعا إلى كل داع، سعاة مع كل ساع، تنظرون بغير روية وتحكمون بغير علم، إنكم [1] أطواء الثوب طرائقه ومكاسر طيه. [2] يريد أن تاريخ الحرية في مصر قرن ونيف.