responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 133
فعاهدت الله ونفسي ألا أكذب ما حييت, وأعددت لذلك القسم العظيم عدته من شجاعة في النفس وقوة في العزيمة بعد ما وجهت وجهي لله تعالى, وسألته أن يمدني بمعونته ونصره.
وهاأنذا ذاكر لك مواقف الصدق التي وقفتها بعد ذلك العهد, وما رأيته من آثارها ونتائجها.
الموقف الأول: جلست في حانوتي فما وقف بي مساوم إلا صدقته القول في الثمن الذي اشتريت به السلعة والربح الذي أريده لنفسي فيها, والذي لا أستطيع أن أعد نفسي رابحا إذا تجاوزت عن بعضه, فيأبى الا الحطيطة[1] فآباها عليه فينصرف عني استثقالا للثمن واستعظاما لمقداره, وما هو إلا الربح الذي اعتدت أن آخذه منه في مثل تلك الصفقة, إلا أنني كنت أكذب عليه في أصل الثمن فيصغره في نظره الربح الذي أربحه منه فلما صدقته عنه أعظمه وانصرف عني إلى سواي، ولم أزل على هذه الحال حتى أظلني الليل ولم يفتح الله علي بقوت يومي، وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت في السوق بالطمع والمغالاة, فأصبحت لا يطرق باب حانوتي طارق.

[1] الحطيطة ما يحط من الثمن.
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست