الصدق والكذب:
يا صاحب النظرات:
سمعت بالصدق وما وعد الله به الصادقين من حسن المثوية وجزيل الأجر، وسمعت بالكذب وما أعد الله للكاذبين من سوء العذاب، وأليم العقاب، وقرأت ما كتبه حكماء الأمم من عهد آدم إلى اليوم, وإجماعهم أن الصدق فضيلة الفضائل والأصل الذي تتفرع عنه جميع الأخلاق الشريفة والصفات الكريمة, وأنه ما تمسك به متمسك إلا كان النجاح في أعماله ألصق به من ظله، وأعلق به من نفسه، سمعت هذا وقرأت هذا فلم يبق في نفسي ريب في أن ما أنا مرزوء به في حظي من الشقاء وعيشي من الضنك وحياتي من الهموم والأكدار إنما جره إلى شؤم الكذب, وأن ما كنت أتخيله قبل اليوم من أن هناك مواقف يكون فيها الكذب أنفع من الصدق وأسلم عاقبة إنما هو ضرب من ضروب الوهم الباطل ونزغة من نزغات الشيطان،