ولا تعترض دون سبيلك، ولو أنها فعلت لما اجترمت، ولا وصلت إلى ما إليه وصلت.
كانت حكومتك تستطيع أن تعلمك وتهذب نفسك, وأن تقفل بين يديك أبواب الحانات, وأن تحول بينك وبين مخالطة الأشرار بإبعادهم عنك وتشريدهم في مجاهل الأرض ومخارمها, وأن تعديك[1] على قتيلك قبل أن يبلغ حقدك عليه مبلغه من نفسك وأن تحسن تأديبك في الصغيرة، قبل أن تصل إلى الكبيرة، ولكنها أغفلت أمرك فنامت عنك نوما طويلا حتى إذا فعلت فعلتك استيقظت على صوت صراخ المقتول وشمرت عن ساعدها لتمثل منظرا من مناظر الشجاعة الكاذبة، فاستصرخت جندها واستنصرت أسلحتها وأعدت جذعها وجلادها, وكان ما فعلت أنها أعدمتك حياتها.
هؤلاء شركاؤك في الجريمة, وأقسم لو كنت قاضيا لأعطيتك من العقوبة على قدر سهمك في الجريمة, وجعلت تلك الجذوع قسمة بينك وبين شركائك, ولكنني لا أستطيع أن أنفعك، فيا أيها القتيل المظلوم رحمة الله عليك. [1] أعدى الأمير فلانا على فلان إذا نصره عليه وأعانه.