اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 140
اللفظ "استعارة" بأن تشبه شفة زيد بمشفر البعير في الغلظ والتدلي, ثم يستعار لها لفظ "مشفر" -ومثل هذا يقال في "المرسن"- فاللفظ الواحد قد يكون مجازًا مرسلًا واستعارة باعتبارين, فإن اعتبرت العلاقة بين الطرفين غير المشابهة كان اللفظ "مجازًا مرسلًا"، وإن اعتبرت العلاقة المشابهة كان اللفظ "استعارة"، والعبرة بقصد المتكلم وإرادته، فإن لم يعلم قصده بأن لم تقم قرينة عليه احتمل اللفظ الأمرين.
إلى غير ذلك من علاقات المجاز المرسل, فهي لا تقف عند هذا العدد, وإنما أحصينا لك أشهرها، وأكثرها استعمالًا.
تنبيهان:
الأول: اعلم أن القصد من العلاقة: أن يتحقق ارتباط بين الشيئين على أي وجه, فإطلاق الدال على المدلول مثلًا في قولك: "فهمت الألفاظ" أي: معانيها "مجاز مرسل" علاقته يصح أن تكون "المجاورة"، على اعتبار أن الدال وهو "اللفظ" مجاور للمدلول الذي هو "المعنى. ويجوز أن تكون العلاقة "المحلية" على اعتبار أن الدال محل للمدلول, إذ الألفاظ "كما يقولون" قوالب للمعاني, وإذًا فنوع العلاقة ليس وقفًا على ما ذكرنا، وإنما يرشدك إليها الذوق، ويدلك عليها فهم الكلام.
الثاني: مما تقدم يعلم أن المراعى في علاقات المجاز المرسل جانب المعنى المنقول عنه اللفظ المذكور في الكلام, فإن كان المنقول عنه سببًا في المنقول إليه كانت العلاقة السببية، وإن كان مسببًا كانت العلاقة المسببية، وهكذا فالعلاقة في نحو "رعينا الغيث" السببية؛ لأن المعنى المنقول عنه لفظ "الغيث" سبب في المعنى المنقول إليه وهو "النبات", والعلاقة في نحو: "أمطرت السماء نباتًا" المسببية؛ لأن المعنى المنقول عنه لفظ "النبات" مسبب عن المعنى المنقول إليه وهو "الغيث". وإنما روعي في العلاقة جانب المعنى المنقول
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 140