اسم الکتاب : المعاني الكبير في أبيات المعاني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 232
وفينا إذا " ما " الكلبُ أنكر أهلَه ... غداةَ الصباحِ المانعون الدوابرا
وقال الكميت:
واستثفر الكلبُ إنكاراً لمولغِهِ ... في حُولةٍ قصرت عن نعتِها الحُوَلُ
اسثفر الكلب أدخل ذنبه بين رجليه، لم يعرف من يسقيه لأنه قد لبس الحديد فأنكره، والحولة الداهية.
وقال زيد الخيل:
يتبعنَ نضلةَ أيرِ كلبٍ منعظٍ ... عض الكلابُ بعجبهِ فاستثفرا
وقال الكميت:
فإنكم ونزاراً في عداوتها ... كالكلبِ هرّ جدا وطَفاء مِدارِ
الأصل في هذا أن كلباً ألحت عليه السماء بالمطر أياماً ثم طلعت الشمس فذهب يتشرق فلم يشعر إلا بسحابة قد أظلته ففزع ورفع رأسه وجعل ينبح، ويقال في المثل " وهل يضر السحاب نباح الكلاب ".
وقال آخر:
وما لي لا أغزو وللدهرِ كرة ... وقد نبَحت نحو السماءِ كلابُها
يقول: كنت أدع الغزو قبل الغيث فما عذري اليوم وقد جاء المطر وامتلأت الغدران، والكلب ينبح السحاب من الحاج المطر.
وقال الأفوه الأودي وذكر سحاباً:
فباتتْ كلابُ الحي ينبحنَ مزنه ... وأضحتْ بناتُ الماءِ فيه تعمّجُ
أي تتلوى.
اسم الکتاب : المعاني الكبير في أبيات المعاني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 232