اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 383
غير الأصول الفارسية، وتلك الأصول هي النثر عند الجاهليين وبذلك يكون النثر الأموي نثرًا متطورا عن النثر الجاهلي ولم ينقل نقلا عن نماذج النثر الفارسي ثم بحثت عن الشواهد فرأيت القرآن أفصح شاهد وأصدق دليل.
ولما اطمأننت إلى نظريتي أعلنتها للدكتور طه حسين سنة 1928 على أنها محاولة, فراعه ذلك ورأى أن نظريته أو نظرية المسيو مرسيه أصبحت في مهب الأعاصير ثم قال في انفعال:
"أنت عاوز تكفر".
هنالك ابتسمت وقلت: لا بأس من أن يكفر زكي مبارك بسبب نظريته عن النثر الجاهلي فقد كفر أستاذ له من قبل بسبب نظريته عن الشعر الجاهلي وتلك ظاهرة طبيعية فإن الشعر أقدم من النثر كما أن الأستاذ أقدم من التلميذ والكفر درجات بعضها مركب وبعضها بسيط.
وكانت بيننا محادثات طويلة حول هذا الموضوع ستنشر بعد حين. وإن كان الدكتور طه غير رأيه قليلا لأن تلميذه أثر فيه أثرا غير قليل. وهذا كلام يشرف الأستاذ أضعاف ما يشرف التلميذ.
ثم رجعت إلى المسيو مارسيه فقارعته في باريس مقارعة عنيفة انتهت بإصراره على حذف الفصول التي كتبتها عن نظرية النثر الجاهلي في الرسالة التي قدمتها إلى السربون، وانتهت من جانبي بالإصرار على بقاء تلك الفصول والدفاع عنها أمام هيئة الامتحان وكان لذلك يوم مشهود.
وهي نظرية إيمان لا سلبية سيقف مؤرخو الآداب العربية منها موقف التأمل والبحث كلما بدا لهم أن يدرسوا أصول النثر القديم وأنا
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 383