responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 382
رد زكي مبارك على فريد وجدي 1:
يرجع أصل الخلاف إلى رغبتي في نقض ما أصر عليه فريق من المستشرقين وشايعهم عليه الدكتور طه من أن النثر الفني عند العرب لم يعرف إلا في أواخر العصر الأموي حين اتصل العرب بالفرس واليونان، فهو فن اكتسبه العرب بعد الإسلام، ومن رأي المسيو مرسيه أن العرب يدينون في نثرهم إلى اليونان وحجة هؤلاء الباحثين أن العرب قبل الإسلام لم يكن لهم وجود أدبي ولا عقلي وأنه يمكن فقط الاعتراف بأنه كان عندهم شعر؛ لأن الشعر فن ساذج يوجد عند الأمم الهمجية, ولا كذلك النثر فإنه لغة العقل, والعرب في رأيهم كانوا قبل الإسلام يعيشون عيشة أولية لا يعرف فيها كيف تكون طرائق البيان. تلك حجتهم وذلك أصل الخلاف.
أما أنا فقد تطلعت إلى تحقيق هذه المسألة منذ سنوات فقد نشر الدكتور طه حسين في مجلة المقتطف سنة 1926 مقالًا عن النثر في الخمسين سنة الماضية فقد تكلم عن بداية النثر العربي وتكلم عن المقفع وكيف كان يلحن ويحرف الكلم عن مواضعه؛ لأنه في ظنه كان أول الثائرين ولا يخلو مبتدئ من تعثر واضطراب.
فلما ذهبت إلى باريس سنة 1927 وجدت المستشرقين يبدءون ويعيدون في هذه المسألة وعرفت أن المسيو مرسيه هو صاحب الرأي القائل بأن العرب أخذوا مناهج النثر عن الفرس؛ لأن أول ثائر عند العرب هو ابن المقفع وكان فارسي الأصل وبعد تأملات طويلة اهتديت إلى أن للنثر العربي أصولا أخرى

1 البلاغ 29 سبتمبر 1931.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست