اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 381
وإذا عدم المكتوب فقد عدم النثر الفني ولا يجوز السؤال عنه ولا البحث فيه.
2- إني لمعجب بالأسلوب العلمي الدقيق وبمهارته في نقل المباحث الأدبية من مجال الظنون والأوهام إلى مجال النظر المباشر المجرد عن الملابسات الدينية والتقاليد.
ولسنا ننكر أن سلوك هذه الجادة على وضوحها واستقامتها لا تخلو من الخصال التي تستدرج الباحثين إلى ما لا يتفق والأسلوب الذي يحرصون على تطبيقه فيضربون في متاهاتها بمعزل عن الأعلام العلمية ويكون مثلهم في تصرفهم في تطبيق الأسلوب الأمثل كمثل خصومهم الذين يتخبطون في بحوثهم بغير دليل.
وأني أوافق الدكتور زكي مبارك[1] على أن حقيقة الحياة الأدبية عند العرب الجاهلية لا يصج أن تؤخذ عن الذين كتبوا فيها من المؤلفين الذين تأثروا بالروح الدينية ونحوا في وضعها نحوا يتفق وروايات رجال ليس مرماهم تقرير الحقائق ولكن الأغرب والزلفى من الحاكمين.
3- رأى زكي مبارك أن العرب الجاهليين كانوا قد دخلوا في تطور نحو ثلاثة قرون قبل البعثة عارضناه فيه وأثبتنا له أن ثلاثة قرون تمضي في التطور ولا تثمر لذويه توحيد كلمتهم وتعيين غايتهم ولا تبعث فيها داعيا يهيب بهم إلى الأخذ بالأسباب وهو شرط لا محيص من وجوده، إن مثل هذا التطورا لمجرد من جميع مميزاته المعروفة لا يصح القول به في عرف علم الاجتماع فإن من شروط الافتراضات العلمية أن تكون مرجحات وأعلام وإلا لفظت إلى عالم الأوهام[2]. [1] البلاغ 20 سبتمر 1931. [2] المصدر السابق 30 أكتوبر 1931.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 381