اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 357
أن يحال بين مناصب الدولة وبين الذين لا يحصلون على الشهادات المدنية مهما تكن هذا المناصب بحيث لا ينهض للقضاء الشرعي إلا من حصل على الليسانس ولا للتعليم إلا من حصل على دبلوم المعلمين العليا.
جريدة السياسة وكتاب الشعر الجاهلي 1:
رجال الدين وحركاتهم السياسية:
لما صدر كتاب الدكتور طه حسين "في الشعر الجاهلي" وتناوله حضرات رجال الدين بالنقد لم نرد أن ندخل في جدل أو مناقشة لنؤيد حرية الرأي أو البحث العلمي ولو كان صاحبه مخطئا وآثرنا أن يتلافى أولو الأمر الخلاف بالحكمة والأناة.
فلما طلب بعض المشايخ محاكمة الدكتور طه حسين وإخراجه من الجامعة ومصادرة كتابه أفهمهم من بيدهم الأمر أن ليس في الكتاب ما يحاكم عليه وأعلن الدكتور طه للناس أنه يؤمن بالله وكتبه واليوم الآخر. واتفق على أن تشتري الجامعة الكتاب فلا تتداوله أيدي الناس.
ولم يكن أحد يتوقع أن تثور مسألة الدكتور طه وكتابه من جديد، ولكن حضرات العلماء تحركوا في المرة الأولى لم يدعوا الوزارة تطمئن إلى مجالسها في الحكم ثلاثة أيام حتى قدموا عرائض يطلبون فيها فصل الدكتور طه من الجامعة ومصادرة كتابه وإحالته إلى المحاكمة.
وكنا نود أن الوزارة قوية غاية القوة مؤيدة أشد التأييد وأن محاولتهم إحراجها على هذه الصورة لن تصل بهم إلى أية نتيجة، وأنهم يقصدون
1 السياسة 7 يوليو 1929.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 357