اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 285
حسن الأحدوثة لدفاعهم عن رجل ميت, ويكسبهم سمعة الدفاع عن الدين, ويكسبهم محبة الأسلوبيين والعاجزين عن التحليق في الأجواء الفنية العالية.
أما الدفاع عن العقاد فيكلفني التعرض لغضب الكثيرين من ذوي النفوذ. لأن العقاد رجل لم يبق له قول الحق صديقا وكثير ممن يظهرون صداقته يكونون له غير ذلك لأنهم ينفسون عليه شموخه واعتداده بنفسه وتعاليه على الضرورات.
16- سعيد العريان:
الجديد والقديم حديث طويل في تاريخ الرافعي فهو قد وقف نفسه على الدفاع عن الدين والحفاظ على لغة القرآن. ذلك مذهب درج عليه وأعانته عليه نشأته وتدينه, فهو إنما يحرص على اللغة من جهة الحرص على الدين. إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء، لا منفعة فيهما معا إلا بقيامهما معا".
فما نعرفه ناقدًا عنيفا إلا حين يتناول الجديد والقديم وإذا نحن تدبرنا ما أسلفناه من تلخيص رأيه في الجديد والقديم ومن مقدار حماسته في الذود عن الدين والعربية عرفنا لماذا يؤثر الرافعي ذلك الأسلوب العنيف في مهاجمة خصومه والطعن عليهم إذ هو لا يعتبر حينئذ إلا شيئا واحدا هو الدفاع عن الدين وتراث السلف مؤمنا بأنك "لن تجد ذا دخلة خبيثة لهذا الدين إلا وجدت له مثلها في اللغة".
وقد تعجب أشد العجب أن ترى الرافعي ينسى حين يجرد قلمه للنقد كل اعتبار مما يقوم به الصلات بين الناس ولكنه هو يعتذر من ذلك بقوله إنما تعمل على إسقاط فكرة خطرة، إذا هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه فقد
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 285