اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 157
الفحش والفجور والشك بين أهل ذلك العصر لأنه مجون لا يجوز أن يتعدى الماجن مهما تكال إلى النيل من سواه باسم المجون.
على أني أعتقد كما قلت أن ما نسب إلى أولئك الشعراء كأبي نواس وبشار ومن في طبقتهما محل للشك ولا سيما إذا صح أن شعر أبي نواس لم يجمع في كتاب "ديوان" على حدة في حياته, إنما جمعه رواة القصص وأخبار شعراء المجون وتناقلوه بعد وفاته بزمن قريب أو بعيد.
إن أكثر ما نقل عن أبي نواس وأضرابه من شعراء المجون إنما هي روايات قصصية بعدية عن الصحة وأنه لا يصح أن تتخذ دليلا على حالة الأمة الروحية والخلقية في ذلك العصر وفوق كل ذي علم عليم.
"رد طه حسين" 1:
لا يزال العالم الجليل وكثير من العلماء المعروفين في الشرق يسبغون على التاريخ الإسلامي صفة من الجلال والتقديس الديني تحول يبن العقل وبين النظر إليه نظرًا يعتمد على النقد والبحث العلمي الصحيح. فهم يؤمنون بمجد القدماء من العرب وجلال خطرهم وتقديس مكانتهم.
أنا أزعم أن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون وأزعم أن كل شيء في هذا العصر يؤيدني في هذا الرأي.
أنا أزعم -وأعتقد أني قادر على إثبات ما أزعم- أن القرن الثاني للهجرة قد كان عصر لهو ولعب، وقد كان عصر شك ومجون. وأزعم أن كل شيء في هذا العصر يؤيدني في هذا الرأي، وحسبي أن ألفت الأستاذ
1 السياسة اليومية 22/ 2/ 1923.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 157