responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 156
أشواك يحتاج ممن يريد استخراجه من تلك الأشواك إلى أناه ورويه ونظر في وجه السلامة من أذى الشوك. ولا نريد أن نذهب بعيدا في مذاهب الشك التي ذهب إليها الأستاذ وإنما يكفي أن ننبهه بما نقول وهو العليم بما عاناه رواة الحديث ونقلة الأخبار النبوية في تمحيص تلك الأخبار وتنظيفها من شوائب الوضع المكذوب.
نقرأ في كتب التاريخ أخبارا نسبها شيع العباسيين إلى خلفاء بني أمية وأخبار نسبها شيع آل علي إلى خفاء بني العباس هي أحط ما ينسب إلى خلفاء أو ملوك أو سمهم ما شئت، كانوا في مثل مرتبتهم من العزة والمنعة وبسطة الجاه والملك. وكان من المحال أن يكونوا من انحطاط الأخلاق والسيرة في المنزلة التي أنزلهم إليها الوضاعون ويدوم لهم طويلا ذلك الملك العريض والشهرة الذائعة في التاريخ.
الحقيقة التي ينبغي أن تقال أن التنازع السياسي بين الشيع الإسلامية أدخل في روايات بعض الإخباريين شوائب في التاريخ الإسلامي ليست منه في شيء فإنما هي من وضع المتزلفين لبيوت الإمارة والملك أو المتشيعين لبعض المذاهب السياسية أو الدينية.
ولا أظنني مخطئا إذا قلت أن ما نقل من هذا القبيل عن أبي نواس وأضرابه من شعراء ذلك العصر، ويسميه الدكتور طه حسين عصر الشك والمجون ويتخذه دليلا على حكمه على أهل ذلك العصر إنما هو تلفيق قصصي يراد به أحد أمرين: إما تشويه سمعة بعض الخلفاء العباسيين كالرشيد والمأمون. وإما سد نهمات العامة إلى أمثال تلك القصص المخزية والروايات الملفقة. على أنه لو صح شيء منه لما كان لنا أن نتخذه دليلا على شيوع

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست