responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 72
وقد اعتادت الجمعية السريَّة إذ ذاك أن تسند ظهرها إلى شخصيةٍ من الشخصيات المرموقة، ولذا رأينا هذه الجمعية السرية التي نتحدث عنها الآن, تحاول التقرب من الأمير حليم -وهو الابن الوحيد الباقي من أبناء محمد علي الكبير- وكان مرشحًا لتولي العرش بعد إسماعيل، لولا سعي هذا الأخير في تغيير نظام الوراثة على نحو ما هو معروف في التاريخ المصريّ.
وقد وصلت أنباء هذه الجمعية, وأنباء الأمير حليم, إلى مسامع الخديو إسماعيل، فعمل على نفي حليم من مصر, وإبعاده إلى القسطنطينية، فتَمَّ إبعاد هذا الأمير قبل أن يتمكن من إشعال ثورةٍ دبَّرَها مع أعضاء هذه الجمعية السرية، كان الغرض منها قتل الخديو إسماعيل، وكان الأمير حليم قد مَهَّدَ لهذه الثورة "بعريضة" قدمها إلى الخديو إسماعيل مطالبًا إياه فيها ببعض الإصلاحات الاقتصادية التي ترمي إلى التخفيف من عبء الضرائب عن كاهل الفلاح، ولم يكن من اليسير على إسماعيل أن يقوم بإصلاحٍ كهذا, في وقت كان فيه غارقًا في ديونه, ممعنًا في إسرافه وملذاته.
وأخيرًا أعلنت هذه الجمعية السرية عن نفسها، وكان ذلك في عام 1879, وأطلقت على نفسها يومئذ اسم: "الحزب الوطني" وهو بطبيعة الحال غير الحزب الوطنيّ المنسوب إلى مصطفى كامل، ومهما يكن من شيء فتلك هي المرة الأولى التي سمع فيها صوتٌ يدافع عن الفلاح في مصر، وفي المرات التالية تابع المصلحون ترديد هذا الصوت، إلى أن كان عهد الثورة العرابية التي دافعت عن مصالح الفلاح، وسُمِّيَ زعيمُها أحمد عرابي إذ ذاك: "بزعيم الفلاحين".
وكان من أعضاء الحزب الوطني يومذاك شريف باشا، وشاهين باشا, وعمر لطفي باشا، وراغب باشا، ومحمد سلطان باشا، وآخرون.
وكانت هذه الهيئة في الواقع صدًى لظهور المعارضة في داخل مجلس النواب, واحتجاج المجلس على المشروع المالي الذي أعدته حكومة

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست