اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 73
رياض؛ لتعلن به على الملأ أنها في حالة إفلاس؛ وإذ ذاك رأى المستنيرون في هذا المشروع امتهانًا لكرامة الأمة، وكرامة الحكومة، وكرامة النوّاب، واجتمعوا بدار السيد البكري نقيب الأشراف، وفكَّروا في تسويةٍ ماليةٍ يمحون بها عار الإفلاس, ويعلنون فيها أن البلاد قادرةٌ على الوفاء بديونها، وانتهزوا الفرصة يومئذ للمطالبة بتأليف وزارة وطنية لا يشترك فيها الوزيران الأوروبيان، على أن تكون هذه الوزارة القومية مسئولة أمام مجلس النواب "[1].
ثانيًا: جمعية مصر الفتاة
نشأت هذه الجمعية في مدينة الإسكندرية, عام 1879, ولئن كان قوام الجمعية السابقة ضباطًا من الجيش المصريّ، فقد كان قوام هذه الجمعية نفرًا من الشبان المثقفين, الذين أطلقوا على جمعيتهم اسم: "مصر الفتاة".
ولم تهدنا الوثائق -حتى الآن- إلى معرفة زعيم هذه الجمعية، ولكنها تهدي إلى بعض الأعضاء المنضمين إليها، ومن هؤلاء: محمد أمين "نائبًا للرئيس"، ومحمود واصف "سكرتيرًا" وعبد الله النديم، وأديب إسحق, وسليم النقاش "أعضاء".
ثم حدث بتأثير عبد الله النديم, أن تغير اسم هذه الجمعية من "مصر الفتاة" إلى "الجمعية الخيرية الإسلامية"، وهي غير الجمعية الخيرية المعروفة في مصر في أيامنا هذه، ومن ذلك الحين خرجت هذه الجمعية من السر إلى العلن، وكانت هذه الجمعية أيضًا قد أعدت لنفسها صحيفةً تتحدث بلسانها، واسم هذه الصحيفة: "مصر الفتاة" التي ظهرت في أواخر عام 1879، وبعد صدورها بعامٍ واحدٍ, تولى رياسة تحريرها أديب إسحق، وكان النديم يشاركه في تحريرها. [1] راجع كتاب "أدب المقالة الصحيفة في مصر" جزء 2, للمؤلف ص16.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 73