اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 71
4- ظهور الدستور العثماني سنة 1876.
5- ازدياد الحركة الفكرية في مصر بظهور السيد جمال الدين الأفغاني.
فلقد كان من آثار هذه الدوافع الخمسة ظهور المحاكم المختلطة، وإقرار الامتيازات الأجنبية، وظهور صندوق الدين، والمراقبة الثنائية، ثم الوزارة الأوروبية، والإكثار من استخدام الأجانب في مصر، وفساد القضاء المصريّ، وظهور السخرة التي عانى منها الفلاح كثيرًا، وفداحة الضرائب التي أثقلت كاهل هذا الفلاح، وظهور إسماعيل بمظهر الرجل المسرف إلى الحدِّ الذي أضر بسمعة البلاد المالية والأخلاقية، وبداية الرغبة الملحة من جانب المصريين في أن يمنحوا الدستور الذي منحه عبد الحميد للشعب التركيّ، وأخيرًا ظهور هذا الرجل في إيقاظ المصريين من سياتهم، وحثّهم على المطالبة بحقوقهم، واسترداد الحرية التي لهم.
ثم انتقلنا من ذلك إلى ذكر الحركات الشعبية التي كانت مظهرًا للرأي العام, أو صدًى له، وأشرنا إلى أن هذه الحركات كانت تظهر أحيانًا على شكل صحافة أهلية، وأحيانًا على شكل جمعيات علنية، وأحيانًا على شكل جمعيات سرية.
ولا بأس هنا من الإشارة إلى بعض هذه الجمعيات الأخيرة التي لم نتحدث عنها في الماضي؛ لندل بهذا الحديث على أن هذه المنظمات السرية كانت كالصحافة العلنية قادرة على تطوير الأمة, والانتقال بها من حالٍ إلى أخرى أفضل منها، ومن تلك الجمعيات على سبيل المثال:
أولًا: الجمعية السرية للضباط
وهي أولى الجمعيات السرية في مصر, ظهرت عام 1867م, وكان رئيسها فتًى يقال له: "علي الروبي" وانضم إليها فيها بعد رجال من أهمهم: أحمد عرابي، وعلى فتحي، وعبد العال حلمي، وغيرهم.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 71