اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 70
كسروا الأقلام هل تكسيرها ... يمنع الأيدي أن تنقش صخرًا؟
قطعوا الأيدي هل تقطيعها ... يمنع الأعين أن تنظر شزرًا؟
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها ... يمنع الأنفاس أن تصعد زفرى؟
أخمدوا الأنفاس هذا جهدكم ... وبه منجاتنا منكم فشكرًا
أجل، إن حرية الرأي مكفولةٌ لكل صحيفةٍ، وهي في الأمم الناهضة القوية أظهر منها في الأمم الضعيفة المتخلفة، ولذلك لا تؤثر الحزبية في الأمم الأولى, ولا تضعف قوة الرأي العام فيها، فلا تراها تعادي الحكومات القائمة بغير سبب، ولا تراها تعارض في الأعمال الحسنة كما تعارض في الأعمال السيئة سواء بسواء، بل تصل الأمم الراقية في أكثر الأحيان إلى حدِّ أن تتفق فيها جميع الأحزاب على طائفة من المسائل القومية الكبرى لا تصبح موضعا للمناقشة تحت أيِّ ظرف؛ وإذ ذاك تصبح المعارضة مسئولة هي الأخرى عن الحكم، ومن أجل ذلك يطلق على المعارضة في انجلترا اسم "معارضة جلالة الملك أو الملكة" أسوة بالاسم الذي يطلق على الحكومة نفسها وهو "حكومة جلالة الملك أو الملكة".
وفي هذا ما يدل على احترام الحكم البريطانيّ للمعارضة، ومدى شعوره بالاشتراك في تحمل التبعات التي يتطلبها موقف المعارضة.
"8" نشأة الرأي العام في مصر:
سبق أن تعرضنا لهذا الموضوع في بداية الجزء الأول من "أدب المقالة الصحفية في مصر" فذكرنا الدوافع التي دفعت إلى ظهور الرأي العام، ولخصنا هذه الدوافع في خمسة دوافع وهي:
1- التدخل الأجنبيّ في مصر.
2- استبداد الحكم المصريّ منذ تولي محمد على هذا الحكم.
3- الأزمة التي وقعت بين الخديو إسماعيل والباب العالي.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 70