responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 564
المخترعات الحديثة وأثرها في الصحافة:
على أن هناك خطرًا آخر يهدد الخبر في الصحيفة, ويجب أن تحسب له الصحافة حسابه منذ الآن، وهذا الخطر هو المخترعات الحديثة، وهي المخترعات التي سوف تلعب دورًا خطيرًا في تكييف الصحافة في المستقبل.
ومن أهم هذه المخترعات: الإذاعة, والتليفزيون، فقد أصبحتا منافستين خطيرتين للصحافة.
أما الإذاعة: فإنها تمد القارئ بالأخبار فور وقوعها تقريبًا، وأما التليفزيون: فإنه يضيف إلى ذلك تمكين الجمهور من مشاهدة واقع الحادث, فضلًا عن العلم به، ومن ثَمَّ تتمكن الجماهير من رؤية جلسات البرلمان، أو المحاكم، أو الهيئات الدولية على اختلافها بغاية السهولة.
وإذن فماذا تكون جدوى الصحيفة بعد ذلك؟
إن الصحف الحديثة أمام هذه الوسيلة الجديدة ستبدو كأنها وسيلةٌ عنيفةٌ من وسائل نقل الأخبار، وستصبح شبيهةً بوسائل النقل الأولى، كالحمير والبغال، وذلك بالقياس إلى الوسائل الحديثة التي هي الطائرة والقطار!
لن يكون أمام الصحافة الحديثة إذن إلّا التسليم بالمخترعات الحديثة على طول الخط.
وإذ ذاك سوف تجد الصحافة نفسها مضطرةً إلى التقليل نوعًا ما من الأهمية الأولى التي للأخبار أو الإعلام، وإذا ذاك ستضطر الصحافة الحديثة إلى العناية بالمهمة الأخرى من مهام الصحيفة، وهي مهمة تفسير الأخبار, أو التعليق عليها، أي: أن القراء في المستقبل القريب لن يطالعوا الصحيفة ليقفوا منها على أخبار "آخر ساعة" ولكنهم سيطالعون الصحيفة ليفهموا كنه الحوادث الجارية، وهي مهمة لا يستغني عنها السواد الأعظم من القراء على اختلاف طبقاتهم، وتنوع ثقافاتهم.

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 564
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست