responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 563
أصول، وله قواعد، وله قوالب خاصة، وصيغ معينة، هي التي مرت بك في الكتاب الثاني, من كتب هذا البحث، وهو كتاب: "فن الخبر".
ولقد أصبحت للأخبار هذه الأهمية الكبرى من حيث التحرير، وقد شاهدنا من حيث الإخراج نوعًا من الصراع الكبير بينه وبين المقال، وما زال هذا الصراع قائمًا بينهما، فأيهما أولى بعناية الصحيفة في الوقت الحاضر؟ المقال، كما كان الشأن إلى وقتٍ قريبٍ في حياتنا الصحفية، أم الخبر، كما هو الحادث بالفعل في السنوات الأخيرة؟
ولا ريب أن الخبر في هذه الأيام مُقَدَّمٌ على المقال، وأن الصحافة تفسح من صدرها للأخبار، وما يتصل بالأخبار مما لا تفسحه للمقال.
والرأي عندنا أن هذا وضعٌ شاذٌّ من أوضاع الصحافة الحديثة، والسبب فيه -كما قلنا- هو ما يعانيه العالم الحديث من موقفه من المعسكرين الغربيّ والشرقيّ.
والرأي عندنا كذلك, أن الصحافة الحديثة ستعود في القريب العاجل إلى وضعها الطبيعيّ، أو -على الأقل- إلى المساواة التامة، من حيث العناية، بين الخبر والمقال، غير أن ذلك مشروط بالاستقرار الذي يهيء للكتاب والمفكرين أن يفرغوا أفكارهم، ويتقنوا إنتاجهم, حتى يكون من وراء هذه الثروة الفكرية ربحٌ عظيمٌ للبشرية، ويومئذ تشعر الصحافة الحديثة بأن عليها واجبًا عظيمًا، هو تغذية العقل البشريّ بالأفكار الصحيحة، والآراء السليمة، وإذ ذاك تفتح الصحيفة الحديثة صدرها من جديد للأدباء، والمفكرين، والفنانين، والفلاسفة، وتستعين بهم -على نطاق واسع- في مادة المقال السياسيّ، والمقال الأدبيّ، والمقال العلميّ، والمقال الاجتماعيذ، والمقال الفنيّ، ونحو ذلك.
وإذ ذاك تتقدم النهضة الفكرية، والنهضة السياسية، والنهضة الاجتماعية، وأكبر الظن عندي أنه لن يمضي وقتٌ طويلٌ حتى تصيب الصحافة هذا القدر من التقدم لخير البشرية.

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 563
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست