responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 565
وتصبح الصحيفة اليومية باختصارٍ أشبه بالمجلة الدورية، لا تُعْنَى بالسبق الصحفيّ من حيث الأخبار، وإنما تُعْنَى بالسبق الصحفيّ من حيث التعليق على هذه الأخبار.
وإذ ذاك يعود المقال ليحتل مكانه القديم في الصحافة الحديثة، ويعود الكتاب والمفكرون فيصبحون من أهم أعضاء الأسرة الصحفية الجديدة.
وشيء آخر نبشر به الصحافة في القريب العاجل، وهو التخصص, والتخصص في ذاته ظاهرة تدل على التقدم، فسيوجد في الصحف المصرية المتخصص في السياسة، والمتخصص في شئون المرأة، والمتخصص في الاقتصاد، والمتخصص في التربية والتعليم، والمتخصص في الأدب، والمتخصص في شئون المرأة، والمتخصص في شئون الرياضة، والمتخصص في شئون المسرح، بل سنرى قريبًا المتخصص في الصفحة الأولى، والمتخصص في الصفحة الثانية من الصحيفة، وهكذا.
وعلى هذا النسق, سيكون لكل صحفيّ من صحافيّ الغد لونٌ يُعْرَفُ به، ومادةٌ يتميز بها، وعمل يخالف عمل الآخرين كل المخالفة.
وسيكون من آثار هذا التخصص المنتظر تخلص الصحافة الحديثة من التفاهات العقلية الكثيرة التي توصم بها، بل تخلصها كذلك من هذه الثقافة الضحلة الهابطة التي جنت بها على الجيل الذي نعيش فيه، بل تخلصها من هذا العبث المعيب بمواد الصحيفة، والضعف البادي على محرريها، حتى لقد أصبحوا يعتمدون في تحريرهم على النقط الكثيرة، وعلامات الترقيم الكثيرة هنا وهناك، والفراغ الكثير الذي يتركونه بين كل كلمة وأخرى, وكل جملة وأخرى، ونحو ذلك من الطرق التي توحي للقارئ بأن المحررين قد أعوزهم التعبير، فراحوا يستعيون بكل هذه الوسائل لعلهم يكلمون بها تعبيرهم، ويستمدون منها الحركة والحياة اللازمين لهذا التعبير.
بل إن هذا التخصص الذي نتنبأ به للصحافة في المستقبل, سيجعل من الصحيفة شيئًا محببًا لدى القارئ، وشيئًا لازمًا لهم لزومًا تامًّا في نفس

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست