اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 561
والمهم أن هذه الأساليب التي تطالعنا بها الصحف كل يوم جديدة، ومن صنع هذه الصحافة، ولا صلة لها مطلقًا بالأدب، ولا بطرائفه المعروفة لدى القدماء من الأدباء والمحدثين على السواء.
وهناك أثر آخر من آثار الصحافة في الأسلوب، فكثيرًا ما نشاهد في المقال الصحفيّ, أو في العمود, أن الكاتب يؤثر استخدام الجمل الاسمية التي دخلت عليها "إن" بكسر الهمزة, يريد بذلك شيئين في حقيقة الأمر:
أولهما: أن تبدو كل جملة من الجمل كأنها وحدة مستقلة بذاتها عن الجمل أو الوحدات الأخرى.
ثانيهما: أنه يؤكد المعنى الذي قصد إليه من كتابة كل جملة.
والذي لا شك فيه أن الكاتب، أو المحررين الصحفيين، إنما اعتادوا هذا الأسلوب لتأثرهم بالصحافة، وتأثرهم بنوعٍ خاصٍّ بطريقة كتابة الأخبار, وقد أشرنا من قبل إلى أن من القواعد المعترف بها في كتابة الخبر الصحفيّ قاعدة تقوم بتقسيم "صلب الخبر" إلى وحدات متكاملة، تستقلُّ كل وحدة منها عن الأخرى، والغرض من ذلك هو إتاحة الفرصة للصحيفة لكي تحذف ما تريد من هذه الوحدات عند الحاجة, بدون أن يؤثِّرَ ذلك على المعنى العام لصلب الخبر1.
ولك أيها القارئ أن تتأمل هذه الظاهرة في جميع الأعمدة الصحفية التي يكتبها محررون من أمثال: مصطفى أمين، وعلى أمين، ومحمد زكي عبد القادر، وغيرهم من المحررين والمذيعين بالإذاعة المصرية.
هذا كله من حيث الأسلوب، أما من حيث الموضوع: فقد رأينا العجب أيضًا, رأينا الموضوع يتجه قُدُمًا نحو التوسع, ورأيناه يغزو مناطق جديدة، وعديدة، بحيث أصبح يشمل جميع مرافق المجتمع، ورأينا الفنون الصحفية المستحدثة تعين على هذا التوسع والتضخم، ومن هذه الفنون
1س- راجع الفصل السادس من الكتاب الثاني من كتب هذا البحث الذي بين يديك.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 561