اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 310
وبدأ الباحثون يعللون هذه الظاهرة بشتَّى التعلليلات دون أن يهتدوا إلى الدليل الكافي الذي تدعمه التجارب والمشاهدات العملية، وكان التعليل الذي قدمه العالم "هارد تردج" سنة 1920, أول تعليل استساغه أغلب الباحثين، وقد رجح فيه استخدام الخفاش موجات صوتية لا تدركها أذن الإنسان, ثم أيدت الأبحاث الحديثة صحة هذا التعليل.
ولتفسير ذلك نقول: إن الأصوات المختلفة التي نسمعها ننتقل في الهواء على صورة موجات صوتية، ويدرك الإنسان تلك الأصوات فور وصولها إلى طبلة الأذن، ولا تستطيع أذنه أن تدرك من الأصوات إلّا ما كانت اهتزازاتها تتراوح بين 20 و 30 ألف اهتزازة في الثانية، وهي تعرف "بالأصوات المسموعة"، أما الموجات الصوتية التي تزيد اهتزازاتها على هذا, فلا تدركها الأذن، وقد أطلق عليها العلماء اسم: "الأصوات فوق السمعية".
وأثبت بعض العلماء الأمريكيين حديثًا, أن الخفاش لا يصدر الأصوات المعروفة التي نسمعها فحسب، بل يصدر كذلك أصواتًا أخرى "فوق سمعية"، كما أثبتوا أن في استطاعته سماع تلك الأصوات التي تدركها أذن الإنسان, فهو يقوم بإصدار هذه الأصوات التي تنتقل في الهواء، حتى إذا اعترض طريقها بعض العوائق كالأشجار وغيرها, انعكست كما تنعكس أشعة الشمس على سطح مرآة، فإذا ما وقعت تلك الموجات الصوتية المنعكسة على أذنه, أمكنه أن يدرك وجود تلك العوائق, ويعتمد الخفاش في تقدير المسافة التي بينه وبين السطح الذي ينعكس منه الصوت على الزمن الذي يستغرقه الصوت في الذهاب إلى هذا السطح والعودة منه بعد انعكاسه, وهذا ما يحدث تمامًا في جهاز الرادار.
ومن بين التجارب التي أجريت لإثبات وجود تلك الأصوات التي لا نسمعها أنهم وضعوا "ميكروفونات" بالقرب من الخفافيش.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 310