responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 311
الطائرة، ووصلوا هذه الميكروفوات بأجهزة دقيقة تقوم بتحويل الاهتزازات الصوتية التي لا نسمعها إلى اهتزازات كهربائية يمكن إدراكها بطريقة خاصة، فأثبتت هذه التجارب أن الخفافيش تصدر أصواتًا تتراوح بين 30 و 70 ألف اهتزازة في الثانية، أي: أنها فوق القدرة السمعية للأذن البشرية، وفي الوقت نفسه قام هؤلاء العلماء الباحثون بفحص أذن الخفاش، فظهر لهم أن لها من الميزات ما يجعلها قادرة على سماع مثل تلك الأصوات.
ويقال: إن الحاسة التي يتفادى بها الخفاش جميع الحواجز التي تعترضه تتركز في لسانه، فقد لجأ العلماء إلى قطع عصب تحت لسانه, فاكتشفوا أنه يصدر أصواتًا يتعرف بها على الحواجز التي أمامه بواسطة حركات لسان1
من ذلك نرى أن الطبيعة قد وضعت سرًّا من أدق أسرارها في مخلوقٍ ضعيفٍ لا يكاد يعيره الإنسان هو جدير به من تقدير وإعجاب، فقد استخدم هذه الطريقة العجيبة في كفاحه من أجل الحياة، وتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقة أثناء تجواله الليليّ الذي يمارسه بحثًا عن الغذاء.
وهكذا انتهى هذا المقال العلميّ, في شرح نظرية من أدق نظريات العلم، وهي نظرية "الرادار" واصطنع الكاتب في مقاله هذا لغةً سهلةً, تجنب فيها الإكثار من المصطلحات العلمية التي يشق فهمها على القراء، وسرد في سبيل ذلك طائقة صالحة من التجارب التي مارسها العلماء، وشرح هذه التجارب الكثيرة بأسلوب يمتاز بالوضوح والبساطة، كما يمتاز كذلك بربط ما اشتمل عليه من المعلومات الطريفة بحاجة من حاجات القراء، هي الرغبة في السلام، ونزعة من نزعاتهم، أو غريزة من غرائزهم، هي غريرزة حب الاستطلاع، وفي ذلك ما أغنى الكاتب عن

1 راجع مقال "عندما يسمع اللسان " في الصحيفة الزراعية عدد ديسمبر1959.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست