اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 234
الصحافة الصفراء:
إن صحافة الخبر التي مَرَّ ذكرها قد أنتجت صحافةً يقال لها: "الصحافة الصفراء" وهي الشكل المبالغ فيه من أشكال صحافة الخبر، وقد سبق أن قلنا إن السبب في هذه التسمية أن صحفيًّا أمريكيًّا ابتدع شخصية "الطفل الأصفر" وهي شخصية كاريكاتورية اتسمت بالانحراف الخلقيّ، وكان هذا الصحفيّ يطبع هذا الكاريكاتور في صحيفته دائمًا باللون الأصفر.
ولهذا اللون من ألوان الصحافة الأمريكية تاريخ بدأ بصاحب صورة الطفل الأصفر التي مَرَّ ذكرها، ثم جاء بعد ذلك "بولتزر" و "هيرست" الابن؛ ليتنافسا تنافسًا حادًّا في مجال الإثارة الصحفية في نيويورك, وكان ذلك بين عامي 1893و 1895, وكان كل ذلك طمعًا في زيادة التوزيع، حتى تجاوز هذا التوزيع ستمائة ألف نسخة في الطبعة الواحدة، وتراوح عدد صفحات الجريدة بين 48و 50 صفحة العدد الواحد، وكانت النسخة الواحدة تباع بما لا يزيد عن خمسة بنسات؛ وإذ ذاك اتسمت الصحافة الصفراء بسمات منها:
أولًا: فن تصميم العنوان وكتابة الألوان الكثيرة كالأحمر والأزرق والأصفر، لكي يلفت ذلك نظر القارئ.
ثانيًا: الإسراف في استخدام الصور, ولولم تكن لها صلة بحقيقة الخبر، والصور في ذلك مثل الرسوم الكاريكاتورية, والكرتون السياسيّ والاجتماعيّ كثيرًا ما تكون وسيلةً من وسائل تضليل القراء بدلًا من هدايتهم إلى الحقيقة.
ثالثًا: تزييف الأخبار، وانتحال الأحاديث، واختراع التحقيقات التي لا ظل لها من الحقيقة، وذلك بقصد تشويش الأذهان، وبلبلة الأفكار، وقد فعلت ذلك الصحف الصهيونية في أمريكا حين زيفت عددًا من صحيفة
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 234