اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 233
والمغنيات, والراقصين والراقصات, وبأخبار الطبقة البورجوازية في المجتمع، وبإيراد الأخبار الشخصية الخالصة لبعض البارزين في المجتمعات.
4- اختراع الأخبار بقصد إثارة القراء؛ فهذا خبر عن لصٍّ هاربٍ من وجه العدالة، وهذا خبر عن مشعوذ ظهر في الحيِّ الفلانيِّ، وهذا خبر عن تحضير الأرواح وهكذا، وغالبا ماتكون هذه الأخبار من صنع الجريدة نفسها، كما لجأت جريدة "أخبار اليوم" المصرية مرةً إلى الإعلان عن دواء اسمه "هـ3" وزعمت أنه يعيد الشباب للطاعنين في السن، وكان هذا الخبر مجرد اختراع من الصحيفة تسبب في ارتفاع كبير في نسبة التوزيع.
صحيح أن لهذا الخبر الصحفيّ نصيبًا ضعيفا من الصحة، فقد قيل إن طبيبةً تركيةً وصلت إلى اختراع هذا الدواء, وعرضته على مجلس أطباء عقد لهذا الغرض برومانيا، غير أن هذا المجلس لم يقر الدواء الذي قدمته الطبيبة, فانتقلت به إلى مجالس طبية أخرى, ولكنها إلى الآن لم تظفر بإقراره بحالٍ من الأحوال, فإذا جاءت صحيفة كأخبار اليوم المصرية, واستغلت هذا الخبر استغلالا صحفيًّا، وأخذت تنشر عنه كل يوم شيئًا, فإن الهدف الرئيسيّ للصحيفة من وراء ذلك يصبح معروفًا، وهو الحصول على أكبر نسبة في التوزيع بالقياس إلى الصحف الأخرى، وهذا بالفعل ما حدث.
إن الفرق بين صحافة الخبر وصحافة المقال إذن يتلخص في كلمة واحدة، وهي أن صحافة الخبر سلبية, وصحافة المقال إيجابية؛ لأن صحافة المقال تشارك في بناء المجتمع وبناء الإنسانية، وتضحي من أجل ذلك بالربح الماديّ، بينما تبذل صحافة الخبر قصارى جهدها في التسلية والترفيه عن القارئ, وفي اجتذابه إلى الجريدة بالطرق المشروعة وغير المشروعة, وهذا ما يدعونا إلى الكلام عن الصحافة الصفراء فيما يلي:
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 233