اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 177
المصطلحات بشكلٍ أو بآخر، فاللفظ الواحد قد يكون له قصد ما في موضوع من الموضوعات العسكرية، ويكون له قصدٌ ثانٍ في موضوع آخر، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلّا بالمرانة، وليس على المحرر ضرر ما في هذه الحالة في أن يستعين بالمعاجم الخاصة التي ربما أفادته في فهم المصطلح الذي يرد ذكره في برقية من البرقيات، وخاصةً إذا كانت البرقية، مما يعالج موضوعًا فنيًّا خالصًا، أو علميًّا خالصًا، أو نحو ذلك، ولا بأس على المحرر أيضًا من الاتصال في هذه الحالات بالمختصين في كل مادة من المواد, يستوضحهم بعض هذه المصطلحات، ويعرف منهم ما يقابلها في اللغة العربية، فلا بد أن هؤلاء المختصين قد اهتدوا قبله إلى مثل ذلك لحاجتهم الماسة إليه، وذلك بطبيعة الحال أسلم للمترجم في قسم الأخبار الخارجية من التخبط في ترجمةٍ ربما لا تكون دقيقةً ولا أمينةً، على حين أنه قد تكون لهذا المصطلح أو ذاك ترجمةً دقيقةً عند المتخصصين قد جرت بها ألسنتهم، وكتبوها واستخدموها في كتبهم ومؤلفاتهم.
ثالثًا: ينبغي للمحرر أن يتعرف قدر المستطاع على أساليب وكالات الأنباء، وأن يميز بين أسلوب وكالة منها, وبين بقية الوكالات الأخرى. وقد دلت التجربة على أن لكل واحدة من هذه الوكالات طريقتها الخاصة في عرض الأنباء، وأن لكل منها طريقتها الخاصة كذلك في الحكم على مدى الدقة التي تتوخاها كل وكالة منها في نقل الخبر، كما تعينه على كشف التحريف, أو التهويش الذي تعمد إليه الوكالة في بعض الأحيان لغرض من الأغراض.
ويتصل بهذه الناحية كذلك أن يجتهد المحرر في معرفة الأساليب التي يمتاز بها كبار المسئولين العالميين ممن ترد أسماؤهم بكثرة في ثنايا الأخبار، وبذلك يستطيع المحرر أن ينقل هذه التصريحات نقلًا صحيحًا إلى القارئ العربيّ.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 177