اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 102
الغاية تبرر الوسطة، لا تجوز مع الخبر الصحفيّ إلّا في حالات شاذةٍ؛ كأوقات الحرب مع دولة أجنبية، وظروف الاحتلال الأجنبيّ الذي ينشب أظفاره في الأمة، ففي مثل هذه الأحوال يجوز للمخبر الصحفيّ أن يلجأ إلى طريق يخدع بها العدو الأجنبيّ، ويحاول أن يتغفله ليحصل من أتباعه على الأخبار ذات الصلة الوثيقة بسلامة الوطن[1] وذلك كله على القاعدة القائلة: "الحرب خدعة".
وتاريخ الصحافة المصرية يحفظ لنا مثلًا من أقوى الأمثلة على ذلك وهو:
قضية التلغرافات:
وهي القضية التي تعرضت لها صحيفة "المؤيد"، وخرج بها السيد على يوسف بطلًا من أبطال الصحافة المصرية، وزعيمًا من زعماء الشعب المصريّ.
وخلاصة هذه القضية: أنه في مايو سنة 1869, أصدرت نظارة الحربية أمرًا بعدم إمداد "المؤيد" بأية معلومات عن الحملة المصرية على دنقلة، مع السماح في الوقت نفسه بهذه المعلومات للصحف الموالية للاحتلال البريطاني يومئذ، ومنها جريدة "المقطم"، وبذلك تفقد "المؤيد" -التي هي جريدة الشعب المصريّ- قيمتها الإخبارية، ويفضي بها الحرمان من الأخبار إلى الموت الأبديّ.
ومعنى هذا وذاك, أن الأمر أصبح مكيدةً مدبرةً، ومؤامرةً منظمةً ضد الشعب المصريّ، والصحافة المصرية، وهكذا تحولت المسألة يومئذ إلى مسألة عداء بين سلطة قوية قاهرة هي سلطة الاحتلال البريطانيّ، وشعب أعزل من السلاح هو الشعب المصريّ. [1] ارجع إلى كتاب "أزمة الضمير الصحفيّ" ص159-162.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 102