responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 101
سيدة, اتضح أنها تعمل في مكتب مستر بيفن، وبطريقة غير مباشرةٍ علم مصطفى أمين بأن هذه السيدة هي التي كتبت على الآلة الكاتبة نصوص الاتفاق, فدعاها مصطفى أمين مرارًا للجلوس معه في مقهى من مقاهي العاصمة، ولاحظ في كل مرةٍ يجلس إليها أن هذه السيدة تنتظر قطع السكر التي يقدمها المقهى, وتمسك بيدها هذه القطع باحتراس تَامٍّ واهتمام, وتدسها في حقيبة يدها -شنطتها- بخفة وعجلة، إذا ذاك أحضر مصطفى أمين في اليوم التالي كل تموينه من السكر, وأسلمه إلى هذه السيدة العظيمة، ففرحت به فرحًا عظيمًا.
ونظرت إليه على أنه أعظم هدية لأطفالها الصغار الذين لا يكفيهم تموينهم من السكر الذي يوزع عليهم بالبطاقة.
ومن ذلك الوقت, نشأت صداقة متينة بين مصطفى أمين وهذه السيدة، وعن طريق هذه الصداقة استطاع مصطفى أمين أن يحصل على ورق الكربون الذي كتبت عليه نصوص الاتفاق, ومالبثت هذه النصوص أن نشرت في بعض الصحف الصادرة في مصر، وفوجيء بها "مستر بيفن" كما فوجيء بها رئيس الوزارة المصرية إذا ذاك إسماعيل صدقي.
إلّا أننا نحرص الحرص كله هنا على القول بأن الحصول على الأخبار يجب ألّا يضطر المخبر الصحفيّ بحالٍ من الأحوال, إلى سلوك الطرق غير الشريفة، كالسرقة والتساهل في العرض، وخراب الذمم، والتضليل، والغش، ونحو ذلك من الأمور الضارة بالسمعة والشرف، فليكن معلومًا أن الصحافة شيء، والجاسوية شيء آخر، والصحفيّ الشريف ليس جاسوسًا للمجتمع ولا للدولة، ولا ينبغي لأحد أن يطالبه بشيء من ذلك، وبهذا ننفي عن الصحافة كل عمل يشينها, أو يسيء إلى كرامة المشتغلين بها.
على أنه لا مناص من القول بأن الوسائل الميكيافلية التي تقول: "بأن

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست