responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 100
إنه كان جالسًا في مقهى من مقاهي الإسكندرية على شاطيء البحر, وتصادف أن جلس معه على نفس المائدة أحد كبار تجار الثغر المعروفين، وجرى الحديث بينهما في أمورٍ عدةٍ, أشار التاجر الكبير في بعضها- عن غير قصد- إلى إلحاح الخديوي إسماعيل في بيع نصيب مصر من أسهم قناة السويس, وإلى أن هذا التاجر الكبير يتمنى لنفسه أن يربح هذه الصفقة, وهنا تغير لون الصحفيّ الإنجليزيّ, وأحسَّ كأنه جالس على برميل من البارود -على حد تعبيره- ولكن المهنة الصحفية أوجبت عليه في هذه اللحظة أن يتماسك, أو يتظاهر بالثبات التام، كما أوجبت عليه المهنة كذلك أن يلجأ إلى طريقة الإيهام بالمعرفة.
فأوهم التاجر الكبير أنه على علمٍ بهذا السر الخطير، وهنا اطمأن التاجر إلى أنه لا يذيع سرًّا من الأسرار، وأفاض في الحديث عن أسهم القناة، ثم ما كاد التاجر يغادر المكان حتى أسرع الصحفيّ الإنجليزي إلى مكاتب البرق، وأرسل برقيةً إلى "دزرئيلي" رئيس الوزراء البريطاني حينذاك، وما كان من "دزرائيلي" هذا, إلّا أن اتصل من فوره "بآل روتشلد" وهم من كبار رجال المال في انجلترا, وطلب منهم المال اللازم لشراء أسهم القناة, ولم ينتظر "درزائيلي" ريثما يحصل على إذن بهذا المال من مجلس الوزراء، أو مجلس العموم، أو من الجالس على عرش انجلترا إذ ذاك.
المثل الثاني: "وهو مثل على استخدام الصداقة":
هو حادثة جرت للأستاذ مصطفى أمين, حكاها عن نفسه قال:
"إنه كان بلندن في الوقت الذي دارت فيه مفاوضات "صدقي-يفن" وقد تَمَّ الاتفاق بينهما على نصوص معينة، غير أن مستر بيفن اشترط أن تبقى هذه النصوص سرًّا من الأسرار, فلا تنشر إلّا بإذنه في الوقت الذي يحدده هو؛ وإذ ذاك ساقت الظروف مصطفى أمين فتعرف إلى

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست