responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 103
في مثل هذه الظروف وحدها يباح للصحفيّ الوطنيّ أن يحصل على الخبر بطريقةٍ أو بأخرى من الطرق الغامضة، وهذا ما فعله السيد علي يوسف صاحب جريدة "المؤيد"، فقد اتهم بأنه اتصل في الخفاء بمواطن من أقباط مصر هو "توفيق أفندي كيرلفس" الموظف بمكتب بريد الأزبكية -وهو المكتب الذي كان يتلقى البرقيات الخاصة بالحملة المصرية على دنقلة- واتفق معه على الوصول إلى هذه البرقيات الخاصة بالحملة، وعبثًا حاول القضاء المصريّ بعد ذلك, إثبات الصلة بين السيد على يوسف وتوفيق أفندي كيرلس، وأكثر من ذلك, رأينا هذا الأخير يعترف في المحكمة بأن المعتمد البريطانيّ هو الذي حمله على الاعتراف بهذه الصلة، وسلك سبيل العنف والضغط عليه في الاعتراف بها، والحقيقة أنه لا صلة بينه وبين السيد علي يوسف، وإزاء هذا الاعتراف الصريح حكمت المحكمة ببراءة السيد علي يوسف، وخرج السيد إذا ذاك محمولًا على الأعناق، والشعب يهتف بحياته وحياة "المؤيد"، وبقي أمر الحصول على هذه التلغرافات سرًّا لا يعرفه أحد من رجال الوكالة البريطانية إلي اليوم.
فذلك ظرفٌ من الظروف التي يضطر فيها الصحفيّ إلى سلوك الطرق الغامضة، ومنها طريق الرشوة بالمال على سبيل المثال، ذلك أن الصحيفة -والأمة معها في مثل هذا الحال- تعتبر نفسها في حرب، والحرب خدعة, وظروف التآمر على سلامة الوطن، أو إماتة الروح الوطنيّ في أهله، تبيح يومئذ سلوك جميع الطرق التي من شأنها إحباط المؤامرة.

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست