اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 378
أنشد البيهقي في شعب الإيمان، لبعض أهل الأدب [1] : [البسيط]
إني وإن كان جمع المال يعجبني ... فليس يعدل عندي صحّة الجسد
المال زين وفي الأولاد مكرمة ... والسّقم ينسيك ذكر المال والولد
وقال ابن النجار [2] ، أخبرنا أبو محمد بركات بن أبي غالب البناء، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أخبرنا أحمد بن الحسن المعدل وغيره، قالوا: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، أخبرني أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان، حدثنا محمد بن عمران بن زياد الضبي، أخبرني محمد بن الحسين الجعفي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر عن ابن شهاب، قال: اجتمع في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، عمر بن الخطاب وعلي وجعفر ابنا أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، فذكروا المعروف، فقال علي: المعروف حصن من الحصون، وكنز من الكنوز، فلا يزهدنّك فيه كفر من كفره، فقد شكرك عليه من لم ينتفع منه بشيء، وقد يدرك بشكر الشاكر، ما أضاع الكفر الجاحد./ وقال جعفر: يا أهل المعروف إلى اصطناعه ما ليس الطالبين إليهم فيه، لأنك إذا اصطنعت معروفا، كان لك أجره وفخره، وسناؤه ومجده، فما بالك بطلب شكر ما أتيت لنفسك [3] من غيره.
وقال العباس: المعروف أحصن الحصون، وأعظم الكنوز، ولن يتم إلا بثلاث: تعجيله، وستره، وتصغيره، لأنك إذا عجلته هنأته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته أتممته.
وقال عمر بن الخطاب: لكل شيء أنف، وأنف المعروف سراحه، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليهم، فقال: فيم أنتم؟ قالوا: كنا نذكر المعروف، فقال: (المعروف كاسمه، وأهل المعروف في الدنيا، أهل المعروف في الآخرة) [4] .
وأخرج ابن النجار من طريق محمد بن الحسين عن أبيه، قال: من قال حين يصبح سبع مرات: «حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» لم يصبه ذلك اليوم، ولا تلك الليلة، ولا سلب ولا غرق.
وأخرج من طريق أبي الحسين سمعون، وأبي إسحاق الطبري، قالا: سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: كان لي خاتم ورثته عن أبي، فعبرت دجلة، فمددت يدي لأغرف من الماء، فسقط الفص فغمّني [5] ، فذكرت حديثا روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أنه من قرأ هذه الآية على [1] البيتان لبشار بن برد في ديوانه 3/119 تحقيق الطاهر ابن عاشور ط تونس 1976. [2] قوله: (قال ابن النجار) ساقطة من نسخة ب. [3] في ب، ل: إلى نفسك. [4] مجمع الزوائد 7/262، 263، كنز العمال 16096، 16998، حلية الأولياء 9/319، العلل المتناهية 2/16، 17، 18. [5] في ب: فهمّني.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 378