اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 379
شىء ضاع منه رده الله عليه، فقرأتها ويدي في الماء، فاذا الفص بين أصابعي، والآية: رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ
[1] ، اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إنك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي، إنك على كل شيء قدير.
وأخرج من طريق عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي، سمعت أبي يقول: لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية، وجدوا سفطا مختوما ففتحوه، فاذا فيه رقّ مكتوب عليه:
«شفاء باذن الله» ففتح فاذا هو: «بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اسكن أيها الوجع، سكنت بالذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه، إن الله بالناس لرؤوف رحيم، باسم الله وبالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اسكن أيها الوجع،/ سكنت بالذي سكن له ما في الليل والنهار، وهو السميع العليم، بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اسكن أيها الوجع سكنت بالذي إن يشأ يسكن الرياح فيظللن رواكد على ظهره، إن في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور، بسم الله، وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اسكن أيها الوجع، سكنت بالذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا، إن أمسكهما من أحد بعده، إنه كان حليما غفورا» . قال عبيد الله، قال أبي: فما احتجت بعده إلى علاج، ولا دواء، وقال لنا أبي: إن بني أمية أصابوه في ثقل الحسين عليه السلام.
في تاريخ ابن النجار، عن أبي نصر بن نباتة، قال: كنت قائلا في دهليز داري يوما، فدقّ عليّ الباب، فقلت: من؟ فقال: رجل من المشرق، فقلت: ما حاجتك؟ فقال:
أنت الذي تقول: [الطويل]
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تنوعت الأسباب والداء واحد
فقلت: نعم، فقال: أرويه عنك؟ فقلت: نعم، ومرّ، فلما كان آخر النهار دقّ عليّ الباب، فقلت: من؟ فقال: رجل من تاهرت [2] من المغرب، فقلت: وما حاجتك؟ فقال:
أنت الذي تقول: (ومن لم يمت بالسيف) فذكر البيت، فقلت: نعم، فقال: أرويه عنك؟
فقلت: نعم، فتعجبت، كيف وصل المشرق والمغرب./
وأخرج الطبراني عن عامر بن سعد، قال: كان سعد آخر المهاجرين وفاة، قال أحمد بن حنبل: توفي وهو ابن ثلاث وثمانين. وفي تفسير القرطبي في سورة البقرة، قال ابن العربي: حضرت بيت المقدس بمدرسة أبي عقبة الحنفي، والقاضي الريحاني يلقي
[1] آل عمران 9. [2] تاهرت: اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب، يقال لأحدهما تاهرت القديمة، وللأخرى تاهرت المحدثة، بينهما وبين المسيلة ست مراحل، وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد، وكانت تاهرت قديما تسمى عراق المغرب. (معجم البلدان: تاهرت)
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 379