اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 268
يا ضاحكا حين أرداه الردى فرحا ... مهلا فانّك يا مبدي السرور ردي
بكى الحديث أمير المؤمنين هو ال ... مأمون والحافظ المهديّ للرشد
أفديه من ناصر للدين معتصم ... بالحقّ مستظهر بالله معتضد
مؤيّد السّنّة الغرّاء ناصرها ... بنجدة منه يعليها على نجد
مناضل عن حمى الإسلام ما فترت ... منه البحوث ولا قالت له اقتصد [1]
وما تصدى لبحث سيف منطقه ... إلا وجرّد حدا منه غير صد
كم ملحد فرّ خوفا من حماه فما ... أصاب من ملجأ منه وملتحد
وكم أدار على حصن الهدى يزكا ... وقام في مرقب التنزيه كالرصد
وسار في نصرة الإسلام مجتهدا ... ما قال للعزم لمّا صمّم اتّئد
من خوفه كلّ محلول العقيدة لم ... يدر بفيه لسانا غير منعقد
فان تعصّب أهل الزيغ نقّب عن ... دسائس قال فيها فكره اتّقد
بنى القواعد فانظر كيف أسّسها ... وشادها عمدا مرفوعة العمد [2]
لله حبر دعاه الحقّ بابن جلا ... وبحر علم يروى منه كلّ صد
وحاكم عاف دنيا كلّ عفّته ... عنها لخوف الإله الواحد الأحد
مطهّر الباب معلوم تعفّفه ... والقول في مثل هذا غير منتقد
محقّق للقضايا حين يفصلها ... قد قال للدهر في ظلمائها اتّقد
تحاول الشّهب علياه فيسبقها ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
ماساد أهل المعالي والفخار سدى ... وإنّما قالت العليا بلغت سد
يروي الأصالة أنصاريّ نسبته ... عن سادة نجب أو معشر نجد
فيا له بحر علم قال مشرعه ... يا أيّها الطالب الظمآن رده رد
يحبوك بالجوهر المكنون منتظما ... وما حبا غيره الطلاب بالزّبد
في الشرق والغرب قد سارت فرائده ... مثل الكواكب تهدي من بهنّ هدي [3]
تأتي الفتاوى إلى ناديه قاصدة ... من كلّ فجّ بعيد القطر أو بلد
[1] في ع: مناصر عن حمى الإسلام.
[2] في ب، ل: وشاهدها عمدا.
[3] في ب، ش، ل: سارت فوائده.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 268