responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 214
كم ليلة أرسلت غيهبها ... لك بردة ونشرتها فرعا
فإذا طلعت شمس ضحىً ... وإذا انثيت فبانة الجرعا
فبأضلعي وبما تضمُّ رشاً ... كابدت في كبدي له صدعا
أرخى الجعود لردفه فغدت ... فوق الكثيب أراقماً تسعى
وبعقربي صدغيه وجنته ... شاكت مقبّل وردها لسعا
من لي بأغيد راح محترساً ... بالعقرب الحجناء والأفعى
أحمامة الوادي عداك جوىً ... لو حلَّ فرعك أحرق الفرعا
إنّي اتّخذتك لي منادمة ... ولقد شربت فغرّدي سجعا
يا ربع أين الساكنوك فقد ... أضحت خدودك بعدهم سفعا
فلقد بكيت لبينهم بدم ... حتّى صبغت ملابسي ردعا
لو صحّ للمشتاق مرتجع ... لربوعهم لرأى بها الرجعى
وأقام خسماً من فرائضه ... ولطاف حول حماهم سبعا
إن يقطعوا فهواي متّصل ... لم يلف منصرماً ولا قطعا
إن أهوهم فتطبّعٌ وأرى ... لمحمّد الحسن الهوى طبعا
قرم كأنّ السيف في يده ... برق أضاء بمزنة لمعا
وعلى المجرّة قد جرت خبباً ... أفراسه فأثّرنها نقعا
لو سابقته الشمس ما لحقت ... ولا دركت بسباقه الظلعا
ومتوّج بالفخر ترمقه ... شمس النهار إذا الضحى شعّا
وتودُّ لو مدّت إليه يداً ... وسعت له لو أنّها تسعى
يخشاه حتّى السيف في يده ... فيكاد يقطع حدّه قطعا
يا من أبحت له الفؤاد هوىً ... وحجبته عن غيره منعا
وإذا نظرت وجدته بصراً ... وإذا وعيت وجدته سمعا
ما راجحتك الراسيات حجاً ... يا من يخفّ على الصبا طبعا
قسماً بشعث قد حدا بهم ... حادي الحجيج ويمّموا جمعا
بمحو شنّات قد قطعن بهم ... شقق الفلا جزعاً يلي جزعا
ومعطفات كالقسيّ سرت ... رمي السهام تفلتت نزعاً
حتّى أجزن بذي الأراك ضحىً ... وعلى المطاف حبسن والمسعى
لقد انقلبت لبينكم بجوىً ... وضنى أضيق لوصفه ذرعا
إنّي اتّخذت هواكم حسباً ... أعزى إليه وحبّكم شرعا
حسبي من الدنيا هواك وما ... تولّت إن ضّرّاً وإن نفعا
وإليك ما وشت إليك يدي ... ماليس تصنع مثله صنعا
بأنامل لم تقض حقّكم ... ولو أنّني أعلقتها شمعا
وقال جناب السيّد الشريف محمّد سعيد حبّوبي يهنآي جناب الحاج محمّد حسن في زواجه في سنة 1293:
لي في محيّاك ما للنّاس في القمر ... هدى لمسراي أو عون علي سهري
فامرح ببرديك تيهاً إنَّ بينهما ... روح الجمال بدت في أحسن الصور
وما رأيتك إلاّ قلت مبتهجاً ... لولا محاسن هذا لم أرد بصري
يا شادناً لم يزل واشيه يرصده ... فما اجتمعت به إلاّ على حذر
ادنيته وقد أثاقلت من نفسي ... لما استطار إلى خدّيه بالشرر
خشيت أحرق روضاً راق مرتعه ... أرعيته سائمات اللحظ والبصر
ونحن في مربع حاك الربيع له ... برود موشية خيطت بلا أبر
خال الكثيب به ردفاً فغار له ... وراح يكسوه أبراداً من الزهر
فبتُّ أعبث في أعطاف ذي غنج ... مهفهف رقصته نغمة الوتر
مفلّج الثغر يسقى من مراشفه ... صهباء ما دنّستها كفُّ معتصر
أرخى الغدائر أكليلا فحين بدا ... بدا بلا معجر في زيّ معتجر
ما مزّق الليل سيف من أشعّته ... إلاّ وحاك له ثوباً من الشعر
يعطو بأتلع لو حلّت قلائده ... لما فقدن لما يبقين من أثر
من عقده وثناياه ومنطقه ... وراشح العرق المنهلّ بالدرر
رأيت منتظماً يزهو بمنتظم ... وشمت منتثراً يهمي بمنتثر
يا حاكماً جائراً في حكمه أبداً ... وأيّ ملك تولّى الحكم لم يجر
زدني بحبّك تعذيباً أسرُّ به ... فليس لي غير ما تهواه من وطر
قد غرّني خدّك القاني برقّته ... وما علمت بأنّ القلب من حجر
أم هل نسيت ليالينا التي سلفت ... عجلى وأبطؤ منها لمحة البصر
ولو تطاول ليلي الدهر يجمعكم ... ثمّ انقضى عبت ذاك الليل بالقصر
يا جارتا بزرود طال عهدك ... بالمستهام فلم يذكر ولم يزر

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست