responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 212
ربيع الثرى ذوا بحرّ حشاشتي ... ونومي مذبنتهم عليَّ محرّم
فليس الهوى العذري إلاّ لمغرم ... قضى أسفاً يوم النوى وهو مغرم
وما كنتم الواشون سرَّ صبابتي ... وأيّة أسرار من الحبّ تكتم
تتيّم قلبي في هواكم وإنّما ... يقطع أفلاذ الفؤاد التتيّم
بنفسي ريماً سانحاً بين سربكم ... وبد سما حسن حواليه أنجم
مغنّج لحظ ماالسيوف وإن مضت ... بحاسمة مالم تكن عنه تحسم
رقيق حواش ما الصبا برقيقة ... إذا نسمت إن لم تكن عنه تنسم
مفلّج ثغر ما الأقاحي نظيرة ... إذا لم يزنها ثغره المتبسّم
تدبّ على ورد بخدّيه عقرب ... وفوق رقيق الخصر يناسب أرقم
فيهمّ لي ما كان بالثغر موضحاً ... ويوضح لي ما كان بالشعر مبهم
ترعرع في حجر الدلال وقد نشا ... رقيق صباً يلهو به المتنعّم
لهوت ولكن عن هواه بماجد ... إذا عدّد الأشراف فهو المقدّم
فتىً فات معناً بالنوال وحاتماً ... بلفظ ومعنى وهو أعلى وأكرم
فتىً فاز بالقدح المعلّى من النهى ... وكان له في حلبتيه التقدّم
فيانجعة العافي عفى رسم مهجتي ... من الوجد لولا أن خيالك ترسم
وربعي يا أنسى بنأيك موحشٌ ... أجل وربيعي من دموعي مرهم
فهلاّ تراعي ما مضى من عهودنا ... وتثنّى لنا أيّام كنّا وكنتم
ويا بدر ما بدر السماء بمرتق ... إليك ولو أنّ الكواكب سلّم
بنعلك دس هام الدراري مباهياً ... فأنت لجيد الفضل عقد منظّم
ونهاية المأمول من مولاي، ومالك حوز ولاي، أن يذكر الداعي لدوام عزّه، تحت قبّة ذخره في عظائم الأمور وحرزه، وينوب عنه بالبشرى في لثم يدي علم العلم وكنزه، متّعنا الله ببقاه، وبلغ به من الفضل أعلا مرتقاه، وإبلاغ الفضلاء الكرام أوفر الثناء عنّا وأكمل السلام.
وكتب إليه من النجف، مركز دائرة الكمال والظرف، من لا تعقد الخناصر بغير اسمه، ولا تصاب شاكلة الغرض إلاّ بسهام رويته وفهمه، فرع زيتونة الفخار، ولسان فصحاة نزار، الذي هو بكلّ المزايا فريد، جناب السيّد محمّد سعيد الملقّب بحبّوبي النجفي جواباً عن هذا الكتاب:
إليك يا أباالهاديى تحيّة شيّق ... تضمّخ فيها شمأل وشمول
فآية تسليمي إذا ضاع عنبر ... شذاه وما هبّت صباً وقبول
وكلّ أريج ضاع فهو تحيّة ... وكلّ نسيم هبّ فهو رسول
أخي والذي طوّقني بفضلك طوق الحمامة، لا ينتزع من جيدها ولا تخشى انفصامه، وملكك دون البريّة صعب عناني، لئن خلا منك ناظري فقد امتلأ منك جناني، وكأنّك لم تبرح نصب عيني، وإن حالت المهامة بينك وبيني، وعندي من الشوق ما تتلجلج ألسنة الأقلام عن ذكره وتقريره، وتبيضّ عيون المحابر في الأرقام عند تحبيره وتحريره، على أنّي لو جاوزت به سماعي، وأفشيت سرّه إلى يراعي، لالتهبت ريقته جمرة تجفّف لسانه، ولتعثر في مناجات القرطاس فلم يعرف بيانه، ولأعيى المحابر أن تبرد برشفاتها أنفاسه، ولم تبق من ريقه رشحة ينقط بها أطراسه، على أنّه أصمّ لا يسمع سرّاً أو نجوى، وليس بذي قلب فيرقّ لبث أو شكوى.

ولو أنّني فاوضت ذاالطرس بعضه ... لأحرقه حتّى وهي وبيدا
ولم تقو عيسى أن تنوء بحمله ... ولو مسخت أخفافهنَّ حديدا
ولو سخرت شمّ الجبال لنقلة ... وحملنه لانهلن منه صعيدا
ألا فليطب بالكرخ عيش أحبّتي ... فما ذقت عيشاً بالغريّ رغيدا
وأشرب عذب الماء رنقا كأنّما ... سقاني ضيعاً صدّكم وصديدا
ومن شقوتي أن يحكم البين بيننا ... ويا شدّ ما أشقى الزمان سعيدا
غيره:
فلي زفرة وجه النّهار وزفرة ... أسامر فيها الليل دون سميري
وما تلك أنفاساً تشبّ وإنّما ... شظايا فؤادي في شواظ زفيري
غيره:
وخامرت من داء الصبابة نشوة ... أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي ... فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كلّ النّاس ألفاً وصاحباً ... وكلّ المغانيى مربعاً ومصيفا

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست