اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 80
إلى بلاد بني القين فأغار عليها"[1]، ومنازل بني القين في أرض التيه[2] في الشمال الغربي من جزيرة العرب[3]، وهو يعلن صعاليكه بأنه لن يستقر بهم حتى يروا "منبت الأثل"[4] ومنبت الأثل بلاد بني القين[5].
ومع ذلك فقد كان عروة يغير أحيانا على مناطق أخرى غير مناطق اختصاصه، وهو يصرح في شعره بأنه يغير أحيانا على نجد، وأحيانا على تهامة:
فيوما على نجد وغارات أهلها ... ويوما بأرض ذات شث وعرعر6
وفي أخباره أنه أغار مرة على منازل هذيل[7]، ومنازل هذيل في جبال السراة[8] جنوبي مكة[9]، ولكن يبدو أن هذا كان نادرا، ولعله لم يكن يحدث إلا في حالات خاصة، فقصة غارته هذه لم تكن إلا لونا من التسلية أراد به أن يظهر براعته وسعة حيلته، وأن يبين للهذلي الذي أغار عليه مقدار غفلته، حتى ليرد عليه ما غنمه منه، لولا أن يأبى الهذلي ذلك إعجابا به[10].
أما منطقة جبال السراة فيما بين مكة والطائف، وأول الطريق الصاعد إلى اليمن، فلعلها المنطقة التي شهدت أكبر عدد من صعاليك العرب، ويذكر الأصمعي أن بالحجاز والسراة من هؤلاء العدائين الذين يعدون على أرجلهم ويختلسون أكثر من ثلاثين[11]، وأن بهذيل وحدها منهم أربعين[12]، ومرد [1] الأغاني 3/ 82. [2] شرح التبريزي على حماسة أبي تمام 2/ 8 سطر 18، 19. [3] ency. of islam; art. 'urwa b. al-ward. [4] شرح ابن السكيت على ديوانه/ 106. [5] شرح التبريزي على حماسة أبي تمام 2/ 9 السطر الأول.
6 ديوانه/ 84. [7] الأغاني 3/ 83. [8] البكري: معجم ما استعجم 1/ 88. [9] ency of islam; art. arabia, P. 368. [10] انظر القصة في الأغاني 3/ 83-85. [11] الأصمعي: فحولة الشعراء "مخطوطة" ورقة رقم 15. [12] المصدر السابق، ورقة رقم 22.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 80