اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 315
فلا تقعدن على زخة ... وتضمر في القلب وجدا وخيفا
أنه لم يسمع "زخة" في شيء من كلام العرب ولا في أشعارها إلا في هذا البيت[1]، وكذلك يذكر الأصمعي عن هذه الكلمة[2].
ويروي صاحب لسان العرب أن "الخيعابة" بمعنى الرديء لم يسمع إلا في قول تأبط شرا:
ولا خرع خيعابة ذي غوائل ... هيام كجفر الأبطح المتهيل3
ويذكر الأزهري أن "المكدل" بمعنى المكدر قد أهمله الليث، ثم يقول "ووجدت أنا فيه بيتا لتأبط شرا"[4].
ويذكر ابن سيده أنه يقال رجل ترعية لمن صناعته آبائه الرعاية، أما تِرعي بغير هاء فإنه نادر، وقد ورد في قول تأبط شرا:
ولست بترعي طويل عشاوه ... يؤنفها مستأنف النبت مبهل5
ومن الأدلة على هذه الغرابة أيضا اختلاف اللغويين حول معاني بعض الألفاظ، فقد اختلفوا مثلا حول معنى "المسترعل" في قول تأبط شرا:
متى تبغني ما دمت حيا مسلما ... تجدني مع المسترعل المتعبهل
فقالوا إنه الذي ينهض في الرعيل الأول، وقيل هو الخارج في الرعيل، وقيل هو قائد الفرسان كأنه يستحثها، وفسره ابن الإعرابي بأنه ذو الإبل، ولكن ابن سيده يذكر أن هذا التفسير ليس بجيد[6].
وقد اختلفوا أيضا في معنى لفظة "زخة" التي وردت في بيت صخر الغي السابق، فالسكري والأصمعي يذكران أنها الغيظ[7]، واللحياني فيما يرويه [1] شرح أشعار الهذليين 1/ 46. [2] ديوان الهذليين القسم الثاني/ 74.
3 لسان العرب: مادة "خعب". [4] لسان العرب: مادة "كدل".
5 لسان العرب: مادة "رعي". [6] لسان العرب: مادة "رعل". [7] شرح أشعار الهذليين 1/ 46. وديوان الهذليين 2/ 74.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 315