اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 316
صاحب الأمالي يذكر أنها الدفعة[1].
ويذكر صاحب اللسان في قول تأبط شرا:
ولا حوفل خطارة حول بيته ... إذا العرس آوى بينها كل خوتل
"قيل في تفسيره: الخوتل الظريف، ويجوز عندي أن يكون من الختل الذي هو الخديعة بنى منه فوعلا"[2]، وعبارة صاحب اللسان الأخيرة تشعر بأن هذه الكلمة قد تكون من اشتقاق تأبط شرا.
ولعل عروة بن الورد أقل الشعراء الصعاليك إغرابا من الناحية اللغوية. ولعل سبب هذا أن عروة كان يقوم في حركة الصعلكة بدور الزعيم الشعبي، أو صاحب المذهب الذي يدعو الجماهير إلى اعتناق مذهبه، فكان طبيعيا أن يتبسط في الحديث إلى جماهيره باللغة التي يألفونها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم يكن عروة بالصعلوك الذي اعتزل مجتمعه، وعاش بين حيوان الصحراء ووحشها، كما كان يفعل غيره من الصعاليك، وإنما كان إنسانا بكل ما في الإنسانية من معان، يحرص على الاتصال بمجتمعه الإنساني والعمل من أجله، ومن هنا خلصت لغته من تلك الحوشية البدوية التي نلاحظها عند غيره من شعراء الصعاليك، وبخاصة تأبط شرا والشنفرى. [1] القالي: الأمالي 1/ 212، 213. [2] لسان العرب: مادة "ختل".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 316