responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 234
عاذلتي إن بعض اللوم معنفة ... وهل متاع وإن أبقيته باق1
ويذكر أبو خراش أنه كريم يدعو امرأته دائما إلى ألا تدخر شيئا، ولا تبقي لغد شيئا، فإذا لم يجدا في غد بعض زادهما فسيحاول أن يحصل لها على زاد غيره، أو فلتمسك فمها عن الطعام:
لقد علمت أم الأديبر أنني ... أقول لها: هدي ولا تذخري لحمي
فإن غدا إلا نجد بعض زادنا ... نُفئ لك زادا أو نُعدك بالأزم2
ويتحدث الشعراء الصعاليك أيضا عن أثر الفقر في أجسامهم، وما يحمله لهم من جوع وهزال. وقد مر بنا[3] حديث السليك عن فعل الجوع به في أشهر الصيف المحرقة، وما كان يصيبه من إغماء ودوار، حتى لقد أوشك أن يفقد حياته صريع الفقر والجوع والهزال، أو -بعبارة أخرى- صريع الصعلكة:
وما نلتها حتى تصعلكت حقبة ... وكدت لأسباب المنية أعرف
وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرني ... إذا قمت تغشاني ظلال فأسدف
ويرسم تأبط شرا في بعض شعره صورة لجسمه دقيقة كل الدقة، صورة الشخص الذي لا يبقي من الزاد إلا ما يتعلل به، حتى لقد نشزت أضلاعه، والتصق معاه:
قليل ادخار الزاد إلا تعلة ... فقد نشز الشرسوف والتصق المعي4
وينظر بعض الشعراء الصعاليك إلى المسألة من زاوية أخرى، فيتحدثون عن صبرهم على الجوع واحتمالهم له، متخذين من هذا الحديث مجالا للفخر

1 المفضليات/ 18 - الخذالة: الذي يخذله في إرادته ويخالفه فيها. والأشب: المختلط عليه المعترض. والبيت الثاني معناه أنه يأمره أن يبخل ويمسك عليه ماله حتى يستغني عن الغزو ولا يحتاج إلى طلب المال "انظر شرح ابن الأنباري".
2 ديوان الهذليين 2/ 125 - هدي: أي اقسمي هديتك وما عندك. الأزم: الإمساك وترك الأكل.
[3] انظر الباب الأول: الفصل الأول "التعريف بالصعلكة" ص30.
4 حماسة أبي تمام 2/ 27، والأغاني 18/ 217.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست