responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 233
المحاولة "المكشوفة" لمدارة فقره حين ادعى أنه زعم من هذه المرأة التي يسبها، ومع ذلك فهو يرد عليها في آخر مقطوعته بأنه يفخر بأكل هذا اللحم الهزيل، ما دامت نفسه لم يمسسها عار ولا إثم:
إنا لنأكل لحمنا، فاستيقني ... في غير منقصة ولا إثم1
وفي قصيدته البائية المشهورة يرسم صورة إنسانية مؤثرة له، وهو يفر من أعدائه بعد مغامرة من مغامراته في سبيل العيش، وقد ذكر أهله الفقراء في صحرائهم المجدبة، وحاجة أولاده الصغار الشعث الذين خلفهم وراءه في العراء ولا شيء لهم سوى تلك الذلة التي تبدو عليهم كلما نظروا لمحا إلى أقاربهم في انتظار شيء يجودون به عليهم:
وذكرت أهلي بالعرا ... ء وحاجة الشعث التوالب
المصرمين من التلا ... د اللامحين إلى الأقارب2
ويتحدث الشعراء الصعاليك عن أسباب فقرهم، وهم يردونه عادة إلى كرمهم وإسرافهم. فعروة أبو الصعاليك يرد فقره إلى بذله ماله للفقراء المحتاجين الذين يأتون إليه يشكون فقرهم وعوزهم وكثرة أولادهم:
إذا قلت قد جاء الغنى حال دونه ... أبو صبية يشكو المفاقر أعجف
له خلة لا يدخل الحق دونها ... كريم أصابته خطوب تجرف3
ويسجل تأبط شرا في قافيته المفضلية حوارا بينه وبين شخص يعذله على كرمه وإسرافه، يصور نفسه فيه كريما لا يُبقي على شيء عنده، مغامرا في سبيل الحصول على مزيد من المال ليرضي به مطالب كرمه، وماذا في الحياة يدفعه إلى الحرص ما دام كل ما فيها فانيا مهما يحرص الإنسان عليه:
بل من لعذالة خذالة أشب ... حرق باللوم جلدي أي تحراق
يقول أهلكت مالا لو قنعت به ... من ثوب صدق ومن بز وأعلاق

1 شرح أشعار الهذليين 1/ 66.
2 المصدر السابق / 58. وانظر ص213 من هذا البحث.
3 ديوانه/ 92. وحماسة أبي تمام 4/ 122.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست