responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 207
يداعبه فيه مداعبة طريفة، فهو "أمهم" التي تقوم على قوتهم، وتقتر عليهم مخافة أن تطول الغزاة بهم فيموتوا جوعا، يعلن أنه غير راض عن هذه السياسة التي تنتهجها "أمهم" لأن "عيالها" جياع من تقتيرها، فما تخشاه عليهم توقعهم فيه، ولكنها لا تؤثر نفسها بشيء عليهم، حتى لقد أصبحت نحيلة دقيقة، وهي "أم" ليست كسائر الأمهات، إنها غير محجبة، لا يحجبها ستر، ولا يضمها بيت، تحمل جعبة فيها ثلاثون سهما عريضة النصال، وتعدو في سرعة فائقة وفي يمينها سيف صارم بتار:
وأم عيال قد شهدت تقوتهم ... إذا أطعمتهم أوتحت وأقلت
تخاف علينا العيل إن هي أكثرت ... ونحن جياع، أي آل تألت
مصعلكة لا يقصر الستر دونها ... ولا تُرتجى للبيت إن لم تنبت
لها وفضة فيها ثلاثون سيحفا ... إذا آنست أولي العدي اقشعرت
وتأتي لعدي بارزا نصف ساقها ... تجول كعير العانة المتلفت
إذا فزعوا طارت بأبيض صارم ... ورامت بما في جفرها ثم سلت
حسام كلون الملح صاف حديده ... جراز كأقطاع الغدير المنعت
تراها كأذناب الحسيل صوادرا ... وقد نهلت من الدماء وعلت1
ويتحدث عروة كثيرا عن أصحابه، ولكنه حديث الزعيم أو القائد، لا حديث الرفيق أو الزميل، فهو يدعوهم إلى الخروج معه للغزو والغارة:
أقيموا بني لبني صدور مطيكم ... فإن منايا القوم خير من الهزل

1 أوتحت: أفلت. العيل: الفقر. قوله "أي آل تألت" يعني أي سياسة ساست، يقال آله أولا إذا ساسه. مصعلكة بكسر اللام: صاحبة صعاليك، وبفتحها: نحيفة. الوفضة: للقتال. المتلفت: أي الذي يتلفت إلى الحمر يطردها عن أتنه، ويُروى "المتفلت" أي الذي يتفلت إلى قتال الحمر عن عانته، والعانة: جماعة الأتن الوحشية. الجفر: الكنانة. الجراز: السيف القاطع. الحسيل: جمع حسيلة وهي أولاد البقر، شبه السيوف بأذناب الحسيل إذا رأت أمهاتها فجعلت تحرك أذنابها.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست