responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 206
وما أكثر ما نجد في شعرهم استخدام ضمير الجماعة، يعبرون به عن رفاقهم لا عن قبائلهم.
وقد مر بنا في صدر هذا الفصل[1] حديث الشنفرى في بائيته عن رفاقه الذين خرج معهم ليغزوا العوص، أولئك الرفاق الثمانية الذين يعتز بهم، ويملأ الإعجاب بهم نفسه، حتى ليصفهم بأنهم:
سراحين فتيان كأن وجوههم ... مصابيح أو لون من الماء مذهب
ورأينا كيف وصف خروجهم معه، وسيرهم إلى العوص ثلاث ليال على الأقدام، والدور الذي قام به كل واحد منهم في الغارة، فمن مهاجم بسيفه لا يثني ولا يلين، ومن مدافع عن رفاقه يحمي ظهورهم، حتى تم لهم النصر، وعادوا بغنيمتهم إلى قومهم الصعاليك.
وفي تائيته المفضلية المشهورة يحدثنا الشنفرى أيضا عن غزوة له لبني سلامان أعدائه الألداء، بل ألد أعدائه، على رأس جماعة من رفاقة الصعاليك[2]، وهو يبدأ الحديث برسم صورة لرفاقه، صورة سريعة ولكنها قوية ومعبرة، فهم جماعة من الغزاة المغامرين قد احمرت قسيهم لكثيرة غزواتهم، ويقدم نفسه لنا رئيسا عليهم، يبعثهم للغزو وهو يعلم أن النصر والهزيمة أمران يتعرض لهما كل مغامر، وما احتمال الهزيمة بصارف له من المغامرة، فهذه طبيعة المغامرة، ومن يغز يغنم مرة ويشمت مرة أخرى. ثم بعد أن ينتهي من تقديم رفاقه وتقديم نفسه، يأخذ في وصف خروجهم، فيحدد أولا الموضع الذي اجتمعوا فيه بأمره تحديدا جغرافيا دقيقا، ثم يذكر الدوافع التي دفعته إلى هذه المغامرة، ثم يهون على نفسه مشقة الطريق، فستنتهي هذه المشقة باقترابه من هدفه حيث يراوح أعداءه ويغاديهم بغاراته، ثم يعود بعد هذا إلى رفاقه ليتحدث عنهم حديث طويلا، وهو يخص أحدهم -وهو تأبط شرا الذي كان يقوم على زادهم في غزواتهم، ويتولى أمر "التموين" فيها- بحديث مرح

[1] انظر: ص182 من هذا البحث.
[2] المفضليات/ 202-205 وانظر أيضا ص50 من هذا البحث.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست