responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 208
فإنكم لن تبلغوا كل همتي ... ولا أربتي حتى تروا منبت الأثل1
وهو يصرح بأنه سيغزو بهم -لا معهم- ليحقق أهدافه، أو يرضي نفسه:
فإني لمستاف البلاد بسربة ... فمبلغ نفسي عذرها أو مطوف2
وهو قائد بارع، يجمع جنوده، ويخرج بهم فرسانا ورجالة ليغيروا، حتى إذا ما انتهت الغارة، وأخذوا طريق العودة، ونزلوا عند بعض المياه لينحروا مما نهبوه، حتى ينالوا حظهم من الطعام والراحة، تحول القائد البارع إلى قائد حذر، يبعث ربيئا منهم فوق شرف عال، ليراقب لهم الطريق حتى لا يفجأهم عدو وهم غافلون:
لعل انطلاقي في البلاد ورحلتي ... وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوما إلى رب هجمة ... يدافع عنها بالعقوق وبالبخل
قليل تواليها وطالب وترها ... إذا صحت فيها بالفوارس والرجل
إذا ما هبطنا منهلا في مخوفة ... بعثنا ربيئا في المرابئ كالجذل
يقلب في الأرض الفضاء بطرفه ... وهن مناخات، ومرجلنا يغلي3
ولعل أطرف ما في حديث عروة عن أصحابه حديثه عن مضايقاتهم له، وشكواه من بعض تصرفاتهم التي يضيق صدره بها، وبخاصة تنكرهم له بعد أن يخصبوا ويستغنوا ويصبحوا كالأغنياء المتمولين، ولكنه -مع هذا كله- يغفر لهم؛ لأنهم عياله وأبناؤه، وهو أبوهم الذي يتقبل منهم ما يرتكبونه في حقه، ثم لأنه يقوم منهم مقام السيد الذي تفرض عليه سيادته أن يتحمل ما يصدر عنهم، فيعفو عن جاهلهم، ويغفر لمسيئهم، ثم لأنه أخيرا يقف

1 ديوانه/ 106، وشرح التبريزي على حماسة أبي تمام 2/ 8، 9. مع اختلاف لفظي يسير.
2 ديوانه/ 93.
3 ديوانه/ 108-112. الهجمة: الجماعة من الإبل، أولها أربعون إلى ما زادت، أو ما بين السبعين إلى المائة، أو إلى دوينها.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست