responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 180
كان قريب عهد بخلف، فأكثر أخباره مروية عن تلاميذ الأصمعي عن خلف، ثم إنه كان على صلة بأعمال المدرسة البصرية التي ينتمي إليها خلف[1]، فإذا أضفنا إلى هذا أن أبا الفرج قد أغفل هذه اللامية في ترجمته للشنفرى إغفالا تاما ولم يشر إليها أي إشارة على كثرة ما روى من شعره[2]، كما فعل مع اللامية الأولى في ترجمته لتأبط شرا[3]، وأن لسان العرب -على كثرة ما نقل من شعر الصعاليك- لم يرد أي ذكر لها ولا أي بيت منها، بدأت كفة الشك في صحة نسبتها إلى الشنفرى ترجح.
هذه من الناحية التاريخية، أما من الناحية الفنية فإن أول ما يلفت نظرنا أن هذه اللامية طويلة طولا ليس مألوفا في شعر الصعاليك، وسنرى فيما بعد أن شعر الصعاليك كان في مجموعة شعر مقطوعات، فهذه اللامية تبلغ ثمانية وستين بيتا، في حين لا تزيد أطول قصيدة في "ديوان الصعاليك" وهي تائية الشنفرى المفضلية على خمسة وثلاثين بيتا في بعض المصادر[4]، أي أن هذه اللامية تبلغ ضعف أطول قصيدة في ديوان الصعاليك تقريبا وإلى جانب هذه نلاحظ قلة الاضطراب في رواية ألفاظها، وفي ترتيب أبياتها، وهي ظاهرة ليست مألوفة في شعر الصعاليك، فقد لاحظنا في أول هذا الفصل أن مما يميز شعر الصعاليك الاضطراب في رواية ألفاظه وترتيب أبياته. فإذا أضفنا إلى هذا ما لاحظه كرنكو[5] من قلة أسماء المواضع والأشخاص فيها، وهي ظاهرة ليست طبيعية في قصائد الشعر العربي المبكرة، زادت كفة الشك في صحة نسبة هذه اللامية إلى الشنفرى في الرجحان.
وقد نتساءل بعد هذا: ما السر في تلك العناية الغريبة التي لقيتها هذه

[1] Kenkow; the ency. of islam, art. al-shanfara.
[2] 21/ 134-143.
[3] 18/ 209-218.
[4] انظر في شرح ابن الأنباري على المفضليات "ط بيروت" تعليق الأستاذ lyall على البيت الأخير من التائية "ص207".
[5] the ency of islam, art. al-shanfara.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست