اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 179
تهمة الكذب، وكلاهما شيعي.
هذا من الناحية التاريخية، أما من الناحية الفنية فقد حاول القدماء ممن نسبوها إلى خلف أن يدللوا على صحة هذه النسبة، ويروي التبريزي عن النمري أنه قال "ومما يدل على أنها لخلف الأحمر قوله فيها -جل حتى دق فيه الأجل- فإن الإعرابي لا يكاد يتغلغل إلى مثل هذا"[1]. ويروى عن أبي الندى أنه قال "مما يدل على أن هذا الشعر مولد أنه ذكر فيه سلعا وهو بالمدينة، وأين تأبط شرا من سلع؟ وإنما قُتل في بلاد هذيل2". ولكن صاحب معجم البلدان يذكر أن في ديار هذيل جبلا اسمه سلع[3]، ولكنه -من ناحية أخرى- ينقل عن بعض العلماء أنهم استدلوا على أن هذه القصيدة ليست لتأبط شرا "بأن سلعا ليس دونه شعب"[4].
على هذه الأسس التاريخية والفنية نظن، بل نرجح، أن هذه اللامية ليس لأحد من الشعراء الصعاليك ولا في رثاء أحد من الصعاليك.
أما القصيدة الأخرى، لامية العرب، فإن الأمر فيها أصعب من هذا، فليس حولها هذا الخلاف العريض الذي رأيناه حول اللامية الأولى، فإن الرواة الذين تعرضوا لها ينسبونها إلى الشنفرى[5]، ما عدا صاحب تاج العروس الذي ينسبها إلى تأبط شرا[6]، وليس بين أيدينا من النصوص الصريحة على أنها ليست للشنفرى سوى نص يرويه القالي عن ابن دريد يذكر فيه أن هذه القصيدة المنسوبة إلى الشنفرى لخلف الأحمر[7]. وهو نص له قيمته؛ لأن ابن دريد [1] شرح حماسة أبي تمام 2/ 160، 161.
2 المصدر السابق/ 161. [3] ياقوت: معجم البلدان 3/ 108، مادة "سلع". [4] المصدر السابق 1/ 5 "المقدمة". [5] انظر على سبيل المثال التبريزي في شرحه على حماسة أبي تمام 1/ 234، والبغدادي في خزانة الأدب 2/ 414، 3/ 334، والعيني في شرح الشواهد الكبرى "على هامش خزانة الأدب" 2/ 117 وإن كنا نلاحظ أن العيني يذكر أن الشنفرى هو عمرو بن براق، وهو خلط، وهبة الله العلوي في ديوان مختارات شعراء العرب/ 21، وحماسة الخالديين "مخطوطة" ورقة رقم 130. [6] مادة "آم". [7] الأمالي 1/ 156.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 179