اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 173
مكان "أبلغ الفتيان"، رجحت لدينا نسبة هذين البيتين للمعتصم، ومن الحق أن السليك كان له فرس اسمه "النحام"[1]، ولعل هذا هو الذي أشكل على بعض الرواة فنسبوا البيتين له، ولكن هذا ليس كافيا لإثبات صحة هذه النسبة، فقد يكون في خيل المعتصم ما يحمل هذا الاسم.
والأمر في الأبيات التي تنسب إلى أبي الطمحان أو لقيط بن زرارة يشبه هذا الأمر، فإن في الأبيات فخرا بقوم الشاعر بالسيادة والحسب، وهذا أليق بلقيط ذلك السيد التميمي الذي يصفه ابن قتيبة بأنه "كان أشرف بني زرارة"[2]، وكما أن فخر الشاعر بلسان قومه ليس من الخصائص المألوفة في شعر الصعاليك، ومن هنا نستطيع أن نرجح نسبة هذه الأبيات إلى لقيط، وقد تنبه ابن قتيبة إلى هذا حيث يقول "وبعض الرواة ينحل هذا الشعر أبا الطمحان القيني، وليس كذلك، إنما هو للقيط"[3].
وقد تنبه القدماء إلى مثل هذا، فقد اختلف الرواة في أربعة أبيات من معلقة امرئ القيس: أهي له أم لتأبط شرا؟ وهي تلك الأبيات التي يتحدث فيها الشاعر عن حملة قربة الماء، وتشرده في الوديان المقفرة مع الذئاب الجائعة، وعن فقره وإسرافه وهزاله[4]: أما الأصمعي فقد ذهب إلى أن هذه الأبيات ليست لأمرئ القيس وإنما هي لتأبط شرا، وتابعه في هذا الرأي أبو حنيفة الدينوري وابن قتيبة، وأما السكري فقد خالفهم في هذا ورواها لامرئ القيس في معلقته[5]، وقد تنبه صاحب خزانة الأدب إلى أن هذا الشعر أشبه بكلام اللص والصلعوك لا بكلام الملوك[6].
وقد يقال إن امرأ القيس تصعلك حقبة من حياته، فلعله يعبر عن هذه [1] انظر الكامل للمبرد/ 471، ولسان العرب مادة "نحم". [2] الشعر والشعراء/ 446. [3] المصدر السابق/ 447. [4] التبريزي: شرح القصائد العشر/ 37، 38. [5] البغدادي: خزانة الأدب 1/ 65. [6] المصدر السابق/ 65.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 173