اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 172
لا تأثير له في الدراسة الفنية لشعر الصعاليك من حيث هو شعر مجموعة، ولا تأثير له في الدراسات الاجتماعية لظاهرة الصعلكة.
ومن هنا وقفنا من هذه المجموعة موقفين مختلفين، فاعتمدنا عليها في دراسة ظاهرة الصعلكة، وفي دراسة شعر الصعاليك من حيث هو شعر مجموعة، أما حين ندرس شاعرا معينا، فمن الطبيعي ألا نعتمد عليها، لا في دراسة حياته، ولا في دراسة فنه، وإلا وصلنا إلى نتائج مشكوك في مقدماتها.
أما المجموعة الأخرى فإن الشك فيها شك "خارجي" بمعنى أنه يدور حول نسبتها إلى الشعراء الصعاليك أو إلى غيرهم من الشعراء، كتلك الأبيات التي تنسب مرة إلى تأبط شرا[1]، ومرة ثانية إلى البعيث[2]، ومرة ثالثة إلى هدبة العذري[3]، وكتلك الأبيات البائية التي تنسب في بعض المصادر إلى أبي الطمحان[4]، وفي بعضها إلى لقيط بن زرارة[5]، وكالبيتين اللذين ينسبان في بعض المصادر إلى السليك[6]، وفي بعضها إلى المعتصم بالله بن هارون الرشيد[7].
وقد يكون من اليسير أن ينتهي الباحث إلى رأي في هذا الاختلاف إذا أعانته بعض الخصائص الفنية في نصوص هذه الأبيات على التعرف على شخصيات أصحابها، فمثلا قد يكون من اليسير أن نصحح نسبة البيتين الأخيرين إلى المعتصم؛ إذ إن سمات "الأرستقراطية" تبدو عليهما في صورة ذلك السيد الذي يأمر غلامه بأن يهيئ له حصانة ويطرح عليه سرجه ولجامه، فإذا أضفنا إلى هذا أن البيت الثاني يُروى في بعض المصادر "أبلغْ الأتراك"8 [1] ابن قتيبة: عيون الأخبار، المجلد الأول/ 281. [2] المصدر السابق/ 276. [3] ابن عبد ربه: العقد الفريد 1/ 116. [4] المبرد: الكامل/ 30، وانظر أيضا ص66، 507. [5] الجاحظ: الحيوان 3/ 93، وابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 447. [6] أسامة بن منقذ: لباب الآداب/ 182. [7] المرزباني: معجم الشعراء/ 425.
8 المصدر السابق/ 425.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 172