responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 141
برغم صغرها مشهورة بلصوصها[1]، وكان هؤلاء الخفراء يقومون بهذا العمل نظير جُعْل يسمى "الخفارة"[2]، وسواء أكان هدايا أم نقدا[3] فقد كان في العادة جعلا كبيرا يتكافأ مع خطر العمل، وكثرة تبعاته، وكان هؤلاء الخفراء "يعيدون في أكثر الأحيان هذا الجعل إذا ما عرض عارض يحول دون أن تؤتي خفارتهم ثمرتها"[4]، ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء الخفراء من القبائل التي تمر بها القوافل لأن في هذا ضمانا من تعرض هذه القبائل لهم، أو قطعها الطريق عليهم، وإرضاء لكبرياء البدوي التي تجعله دائما يتوقع "أن يُطلب ليتقدم الطريق أمام أي قافلة تخترق إقليمه الذي يعده ملكا خاصا لقبيلته"[5]، كما أن أفراد هذه القبائل أعرف -بطبيعة الحال- بمواطن الخطر في مناطقهم، وأدرى بسبل النجاة منها، ويحدثنا الرواة أن كل تاجر يخرج من اليمن والحجاز في طريقه إلى سوق دومة الجندل كان يتخفر بقريش ما دام في بلاد مضر؛ لأن مضر لم تكن تعرض لتجار مضر، ولا يهيجهم حليف لمضري، فإذا أخذ طريق العراق تخفر ببني عمرو بن مرثد من بني قيس بن ثعلبة فتجيز ذلك له ربيعة كلها، أما إذا مضى إلى مهرة، وهي ليست بأرض مملكة، فإنه كان يتخفر فيها ببني محارب من مهرة، فإذا مضى إلى حضرموت حيث تقام سوق الرابية التي "لم يكن يصل إليها أحد إلا بخفارة؛ لأنها لم تكن أرض مملكة، وكان من عز فيها بز صاحبه" فإن قريشا كانت تتخفر ببني آكل المرار، وسائر الناس يتخفرون بآل مسروق بن وائل من كندة[6]، ومن هنا كان أصحاب القوافل يلجئون في أكثر الأحيان إلى رؤساء القبائل، أو إلى سيد

[1] krenkow; ency. of islam, art. "al-shanfara".
[2] ency. of islam; art, arabiz, p.325.
[3] o'leary; arabia before muhammad, p. 179.
[4] ibid; pp. 179, 186.
[5] ibid; p. 185.
[6] ابن حبيب: المحبر/ 264-267.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست