responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 140
لا تؤمن عواقبها، ويحدثنا ابن حبيب عن طائفة من "أدلاء العرب الذين انتهت إليهم الدلالة"[1]. ويذكر منهم واحدا "بلغ وبار ولم يبلغها غيره"[2].
وإلى جانب هؤلاء الأدلاء كانت القوافل التجارية تحتاج إلى "خفراء" أو "حماة" يؤمنون سبلها، ويذودون عنها وحوش الصحراء[3]، ويدفعون عنها "ذؤبان العرب، وصعاليك الأحياء، وأصحاب الغارات، وطلاب الطوائل" كما يعددهم الجاحظ في بعض رسائله[4]، وذلك لأن طرق القوافل "كانت دائما معرضة لغزو القبائل، وسطو شذاذ الطرق وقطاعها، الذين كانوا يعيثون في الصحراء فسادا، ويعيشون من السلب والنهب"[5]، وبخاصة في تلك المناطق التي يصفها المؤرخون بأنها "لم تكن أرض مملكة، وكان من عز فيها بز"[6]، أي تلك المناطق التي لم تكن فيها حكومة منظمة تضرب على أيدي العابثين، وإنما كانت تدين بشريعة القوة، ويسيطر عليها مذهب "الحق للقوة"، ولهذا كان أصحاب القوافل مضطرين إلى استخدام جماعات كبيرة من الناس لخفارة بضائعهم والمحافظة عليها في الطريق[7]، "وكانوا يسارعون إلى تقوية هذا الحرس عند اقترابهم من المسالك الخطرة، بالقرب من تلك المفاوز المعرضة لغزوات الصعاليك، أو عندما يضطرون إلى اختراق المناطق التي تنزلها قبائل معادية أو مشتبه فيها"[8]، كقبيلة هذيل التي كانت قبيلة تخشاها القوافل التجارية[9]، وكقبيلة فهم التي كانت

[1] المحبر/ 189 وما بعدها.
[2] المصدر السابق/ 189.
[3] o'leary; arabia before muhammad, p. 185.
[4] رسالة فضل هاشم على عبد شمس/ 71.
[5] بندلي جوزي: من تاريخ الحركات الفكرية الإسلامية/ 16.
[6] تاريخ اليعقوبي 1/ 314، والمحبر/ 267.
[7] بندلي جوزي: من تاريخ الحركات الفكرية الإسلامية/ 17.
[8] lammens; la mecque a la veille de l'hegire, p. 185 = 281.
وانظر أيضا مقالته عن "mecca" في: ency. of islam; p. 440.
[9] lammens; la mecque a la veille de l'hegire, p. 52 = 148.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست