responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 142
فيهم مطاع، ليجبروا لهم قوافلهم، كما كان يفعل النعمان مع لطائمه التي كان يبعث بها كل عام إلى سوق عكاظ، فقد كان يجيرها له سيد مضر[1]، ومن هنا أطلقوا على هذه الخفارة أيضا الجوار[2]، وكان هذا الجوار "عملا مربحا يسعى وراءه سادة الصحراء سعيا شديدا"[3]، فقد كان أصحاب القوافل يشركونهم في عملياتهم التجارية، أو يقاسمونهم الأرباح، أو يفتحون لهم حسابات جارية في نوافذ مصارفهم، على حد تعبير لامانس[4]. ولم يكن يعدل سعي هؤلاء السادة وراء هذا الجوار إلا حرص أصحاب القوافل عليه، حتى لقد كانوا يستميلونهم أحيانا بالمصاهرة[5]، ولعل أشهر قصص هذا الجوار قصة "إيلاف قريش" التي أشار إليها القرآن الكريم[6]، ويحدثنا العتبي ومحمد بن سلام عن قصة هذا الإيلاف حديثا طويلا يرويه لنا القالي في نوادره[7]، وكذلك يحدثنا الجاحظ في بعض رسائله[8] عن هذا الإيلاف حديثين آخرين، وكيفما كان هذا الإيلاف فيبدو لي أن المسألة -في أبسط صورها- ترجع إلى أن القرشيين قاموا بمفاوضات مع جيرانهم الذين تمر قوافلهم بديارهم، من أجل تأمين سلامة هذه القوافل، والإذن لها بالمرور، وحصلوا على ترخيص من ملوك البلاد التي كانت لهم "متاجر" أو "وجوها" -كما

[1] الأغاني 19/ 74.
[2] الأغاني 16/ 99 سطر 12.
[3] o'leary; arabia before muhammad, p. 185.
[4] la mecque a la veille de l'hegire, p. 178 = 274.
[5] بندلي جوزي: من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام/ 17.
[6] سورة قريش 274، والإيلاف: العهد والذمام "لسان العرب، مادة ألف" وهو "عهود بينهم وبين الملوك" "الألوسي: روح المعاني 30/ 238" ويفسره الأزهري بأنه "شبه الإجارة بالخفارة" "المصدر السابق/ 240"، وقد أجمع الرواة على أن أول من أخذ الإيلاف لقريش هاشم بن عبد مناف "رسالة فضل هاشم على عبد شمس من رسائل الجاحظ/ 70"، وفي حديث ابن عباس "وقد علمت قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف لهاشم" "لسان العرب مادة ألف".
[7] ص199، 200.
[8] رسالة فضل هاشم على عبد شمس/ 70، 71.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست